موال دمشقي - نزار قباني

لقدْ كَتَبْنا .. وأرسَلْنا المَرَاسيلا
 
وقدْ بَكَيْنا .. وبَلَّلْنا المَناديلا
 
 
 
قُل للّذينَ بأرضِ الشّامِ قد نزلوا
 
قتيلُكُم لمْ يَزَلْ بالعشقِ مقتولا
 
 
 
يا شامُ ، يا شامَةَ الدُّنيا ، ووَردَتَها
 
يا مَنْ بحُسنِكِ أوجعتِ الأزاميلا
 
 
 
ودَدْتُ لو زَرَعُوني فيكِ مِئذَنَةً
 
أو علَّقوني على الأبوابِ قِنديلا
 
 
 
يا بلْدَةَ السَّبْعَةِ الأنهارِ .. يا بَلَدي
 
ويا قميصاً بزهرِ الخوخِ مشغولا
 
 
 
ويا حِصاناً تَخلَّى عَن أعِنَّتِهِ
 
وراحَ يفتحُ معلوماً ومجهولا
 
 
 
هواكَ يا بَرَدَى كالسَّيْفِ يسكُنُني
 
وما مَلكْتُ لأمرِ الحبِّ تَبديلا
 
 
 
أيّامَ في دُمَّرٍ كُنّا .. وكانَ فَمي
 
على ضفائرِها .. حَفْراً .. وتَنزيلا
 
 
 
والنهرُ يُسمِعُنا أحلى قصائدِه
 
والسَّرْوُ يلبسُ بالسّاقِ الخَلاخيلا
 
 
 
يا مَنْ على ورقِ الصّفصَفاتِ يكتِبُني
 
شعراً ... وينقشُني في الأرضِ أيلولا
 
 
 
يا مَنْ يعيدُ كراريسي .. ومَدرَسَتي
 
والقمحَ ، واللّوزَ ، والزُّرقَ المواويلا
 
 
 
يا شامُ إنْ كنتُ أُخفي ما أُكابِدُهُ
 
فأجمَلُ الحبِّ حبٌّ بعدَ ما قيلا
© 2024 - موقع الشعر