ترصيع بالذهب على سيف دمشقي - نزار قباني

أتراها تحبني ميسون..؟
 
أم توهمت والنساء ظنون
 
 
 
يا ابنة العمّ... والهوى أمويٌ
 
كيف أخفي الهوى وكيف أبين
 
 
 
هل مرايا دمشق تعرف وجهي
 
من جديد أم غيّرتني السنينُ؟
 
 
 
يا زماناً في الصالحية سمحاً
 
أين مني الغِوى وأين الفتونُ؟
 
 
 
يا سريري.. ويا شراشف أمي
 
يا عصافير.. يا شذا، يا غصون
 
 
 
يا زورايب حارتي.. خبئني
 
بين جفنيك فالزمان ضنين
 
 
 
واعذريني إن بدوت حزيناً
 
إن وجه المحب وجه حزين
 
 
 
ها هي الشام بعد فرقة دهر
 
أنهر سبعة ..وحور عين
 
 
 
آه يا شام.. كيف أشرح ما بي
 
وأنا فيكِ دائماً مسكونُ
 
 
 
يا دمشق التي تفشى شذاها
 
تحت جلدي كأنه الزيزفونُ
 
 
 
قادم من مدائن الريح وحدي
 
فاحتضني ،كالطفل، يا قاسيونُ
 
 
 
أهي مجنونة بشوقي إليها...
 
هذه الشام، أم أنا المجنون؟
 
 
 
إن تخلت كل المقادير عني
 
فبعيني حبيبتي أستعينُ
 
 
 
جاء تشرين يا حبيبة عمري
 
أحسن وقت للهوى تشرين
 
 
 
ولنا موعد على جبل الشيخ
 
كم الثلج دافئ.. وحنونُ
 
 
 
سنوات سبع من الحزن مرت
 
مات فيها الصفصاف والزيتون
 
 
 
شام.. يا شام.. يا أميرة حبي
 
كيف ينسى غرامه المجنون؟
 
 
 
شمس غرناطةَ أطلت علينا
 
بعد يأس وزغردت ميسلون
 
 
 
جاء تشرين.. إن وجهك أحلى
 
بكثير... ما سره تشرينُ ؟
 
 
إن أرض الجولان تشبه عينيك
 
فماءٌ يجري.. ولوز.. وتينُ
 
 
مزقي يا دمشق خارطة الذل
 
وقولي للدهر كُن فيكون
 
 
استردت أيامها بكِ بدرٌ
 
واستعادت شبابها حطينُ
 
 
كتب الله أن تكوني دمشقاً
 
بكِ يبدا وينتهي التكوينُ
 
 
هزم الروم بعد سبع عجاف
 
وتعافى وجداننا المطعونُ
 
 
اسحبي الذيلَ يا قنيطرةَ المجدِ
 
وكحِّل جفنيك يا حرمونُ
 
 
علمينا فقه العروبة يا شام
 
فأنتِ البيان والتبيينُ
 
 
وطني، يا قصيدة النارِ والورد
 
تغنت بما صنعتَ القرونُ
 
 
إركبي الشمس يا دمشق حصاناً
 
ولك الله ... حافظ و أمينُ
© 2024 - موقع الشعر