حضور لذكرى ميتة

لـ منى بنحدو، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

حضور لذكرى ميتة - منى بنحدو

دخلت بكل هدوء و جلست
على طاولة مليئة بالذكريات المرة
تكاثف الدخان حولها وغابت و سط التيار
ذكريات مسترسلة
عبر أثير الوهم و الضمير
ضحكة هازئة تختنقها
تقاذفتها دموع اليأس و الألم
ربما الندم
جففت دموعها يدان لا تعرف عنوانهما
تبادلا النظرات و الإبتسام المنهزم
شكرا لك
وسوال مبحوح
من أنت و من أين أتيت؟؟
ربما الماضي الحاضر المستقبل
خائفة حائرة مضطربة
لم أرك منذ زمن بعيد هل أنت القدر
أنا سمفونية الحلم الجميل و العذاب المرير
أنا أنت و أنت أنا
لما الحزن ياجميلتي
لما اليأس يا أميرتي
أتدرين : لك شيء خاص بك
سحراُ يملأ المكان
أتعلمين: جسمك فتان
عطرك أقحوان
فاتنتي أين كنت ؟؟
أفي هضبة الجولان
أم في الجبل العميق للأحزان
ساحرتي : هل الوقت قد حان
في لحضة زمان
فكم اشتقت إليك مع الحنين
و قاسيت الأمرين في الهجير
و عدت إلى حضنك المثير
فهل من أنين
فالندم نادم
و الشوق آسر و العمر هائن
سأركع لك
لأنك آسرتي و سجانتي
في فلك عينيك
بين ثنايا نهديك
أنت لي
لآ ربما كنت
فحرمني الزمان منك
هكذا كنت و هكذا ظللت
عنفوانك قاتلك
لملمت أفكارها
و انمحى الطيف من أمامها
فهو طيف الموت عندها
فجأة سمعت صدى صوتها آتيا
من أعماق الغوص في طلاسم الوجود
عودي من حيت أتيت
غادرت المكان بصمت كدخولها
بلباسها الأبيض
كحمامة سلام في مهب الريح
انحنيت باجلال فاسحا الطريق لها
فحضورها آسر
لكن القدر سجنها في لحظة زمان فقوقعها
كأميرة مسحورة
لقصص الخيال و الأسطورة
© 2024 - موقع الشعر