حضور أو التراب في القلب - نور الدين عزيزة

1
 
يا وَرْدَتَنا المُعتَقَلة
 
يا طَائِرَنا فِي قَفَصْ
 
يا لَوْحَتَنا الجَمِيلَةَ اخْتَلَسَهَا لِصْ
 
يا حَدِيثَ جَبْهَتِنا العَابِس
 
يا هَزِيمَتَنا العَرِيضَةَ العَرِيضَةَ المُخْتَصَرَة
 
يا جُرْحَنا يَطغَى ولَكِنَّنا نُحِبُّه
 
يا جُرْحَنا يُؤْلِمُنا نَزيفُه ويُسعِدُنا حُبُّه
 
يا كَلامَنا الذِي ثارَ على داخِلِ العِبارَة
 
وخارِجِ العِبارَة
 
يا صَبرَنا المُنتَظِرَ في عَقَبِ سيجارَة
 
يا قَلبَنا المَدفُونَ خارِجَ التَّاريخ
 
يا حُبَّنا المَشنُونَ على قَراصِنةِ الحَضارَة
 
سُرَّاقِ الحَضارَة
 
2
 
دَعُوهُ يَنهَمِرْ
 
النَّسْلُ النَّسْلْ
 
لا يَغلِبُ النَّملَ غيرُ النَّملْ
 
دَعُوهُ يَدَّفَّقُ كَالسَّيلْ
 
يَزحَفُ كَاللَّيلِ وَالنَّهار
 
يتَفَجَّرُ مِنْ الرِّمالِ والحَجَرْ
 
يدَّفَّقُ كَالحَرّ
 
يُراوِغُ كالبَرْد
 
دَعُوهُ يَخْرُجُ مِنْ كُلِّ صَوب
 
يَدَّرَّعُ الجِبالَ يَتَلثَّمُ الحُفَرْ
 
دَعُوهُ يَحْرُثُ كَما يَشَاءْ
 
في كُلِّ بَحْرٍ وَبَرٍّ وَفَضاءْ
 
دَعُوهُ يَظلِمُ العَالَمَ الظَّالِم
 
يَهجُمُ على الجَرادِ الهاجِمْ
 
يَقِفُ على قَدَمِهِ كَالهَوْلِ القادِمْ القادِمْ
 
3
 
تُفيقِينَ مِنْ بعدِ نَوم
 
يا قَمْحَةً وتَنْبُتينَ
 
تَخضَوْضَرينَ
 
تُعانِقينَ الزَّمانَ والفَضاءَ
 
تستَوينَ استِواءَ
 
تتَكامَلينَ تَكامُلَ النَّبضَاتِ في صَدري وتَخْرُجينَ ماءً وَهَواء وَدِماءً.
 
4
 
يَحْمِلُ بُنْدُقِيّة
 
لا يُحِبُّ التذَمُّرَ، يَكْرَهُ الخَطابَة
 
يَكْرَهُ أنْ يُسَمُّوا حُبَّهُ قَضِيّةً وحِقْدَهُ قَضِيَّة
 
كالقَضَايا الأُخْرَى
 
5
 
يَعَضُّ على قَلبِهِ
 
يَنامُ كما يَنامُ الرُّعْبُ على رِجلِهِ وَعلى ظَهْرِهِ وَعلى جَنْبِهِ
 
يَمُوتُ – ليس كالآخَرينَ – في حُبِّهِ
 
لفلسْطين
 
6
 
دَعُوني أَضْرِبُ العالَمَ الظَّالِمْ
 
المُتَوَحِّشَ المُتَعَفِّنَ المَهْزوم
 
تَشَدَّقُوا بالإِنْسَانيّة
 
في سُوقِ تُجَّارِ البَغَايا والعَبِيد
 
قَضِيَّتي أَنْ تَسألوني مَنْ أَنا؟ أيْنَ أَعِيشُ؟
 
كَيف؟
 
قَضِيَّتي غَيرُ القَضَايا
 
فِدَاءَ طِينَتِي أَمُوتُ، أَمُوتُ أَنا فِدَايَ.
 
7
 
مُنْذُ حِينٍ فَقَطْ
 
مُنْذُ أَنْ سَقَطْ
 
صارَ لاَ يَفْرُقُ بينَ الخُبزِ والطِّينِ
 
مُنْذُ حينٍ فَقَطْ .. مُنْذُ أَنْ سَقَطْ
 
وَسَقَطَتْ عَيناهُ وسَقَطَتْ يَدَاهُ
 
في القَلبِ فلسطين، وَفِي الحَلْقِ
 
قِطْعَةُ خُبْزٍ وَقِطْعَةُ طِين
 
مُنْذُ حِينٍ فَقَطْ
 
مُنْذُ أَنْ سَقَطْ
 
مَرفُوعَ الجَبِينْ
© 2024 - موقع الشعر