مرثية لأنهار من الحبر الجميل - مظفر النواب

يسافرُ في ليلةِ الحزن
 
صمتي
 
غيوماً
 
تتبَّعته مُمطِراً
 
واشترَيتُ دروبَ المتاعبِ
ألوي أعِنّتها فوق رسغي
 
ليالي أطول من ظلمات الخليقة
 
< >
 
في ركن زاويتي
 
والدجى ممطرٌ
 
 
 
* * *
 
 
 
أأنتَ الوديعُ كساقيةٍ
 
من خبايا الربيع
 
قتلت ؟!
 
وغصَّ بنعيك من قتلوك
 
كأنك مقتلهم.. لا القتيلُ
 
 
 
* * *
 
 
 
لِمَ استفردوك بقبر عدوٍّ ، وراء الضباب ؟!!!
 
وفيمَ تساءلت ذات مساءٍ من الحزن
 
عمَّن سيأخذ ثأرك !
 
هل كنتَ تعرف أن الرجال قليلُ ؟؟؟
 
هل التصفيات بديلٌ عن الأرض
 
والفشل المستمر؟!
 
وأيّ مقايضاتٍ تلك
 
خير الرجال
 
بشَرِّ النقود
 
ومَن شُركاء الجريمة ؟!!
 
ما هذه المسرحية بالدم والنار
 
تبكي التماسيح فيها ؟!
 
لقد طالت المسرحية
 
والصبغُ سالَ على أوجه البعض
 
 
 
* * *
 
 
 
ألا ننتهي ؟؟
 
صار صوتُ المُلقِّن
 
أعلى من البهلوان المُهرِّج فوقَ رؤوس الجماهير
 
هل سوف نخرج مما على نفسنا
 
نتضاحك
 
أم ستعاد الفصولُ ؟؟!!
 
يقولون:
 
يا زهرة الحزن ! . مُتَّ
 
وضاع أريجك خلف الضباب
 
وأغُلِق عمرٌ جميلُ
 
من الحزن والإحتجاج الطفولي
 
عمرٌ حكيمٌ من العشق
 
تحضن في جانحيك فلسطين دافئة
 
كالحمامة
 
تطعمها بشفاهك تسمع نبضاتها تتضَوَّرُ قبل
 
تضَوُّرِها
 
تحرث الأرض .. والطبّ .. والصيدليات ..
 
تبحث عما يداويكما
 
 
 
* * *
 
 
 
ترسمُ صمتاً نظيفاً
 
فإن المدينة تحتاج صمتاً نظيفاً
 
وترسمُ نفسك مُتجهاً للجنوب
 
البقاع
 
العروبة
 
كل فلسطين !!!
© 2024 - موقع الشعر