البارحة بالدار صارت ضغاين* - محمد بن لعبون

البارحة بالدار صارت ضغاين
بيني وبين الدار ومكالم شين

طال المجال وصار معها عواين
تلومني بعقوقها قلت ولين

يا لايمي بعقوقي الدار عاين
أفعالها واسمع مرد أم وجهين

يا دار من بد القرى والمداين
أشوف من غاليت بك علقن الدين

أحرم وأحلل بك وأغابي وأباين
يالعنبوك اركض معك دوم لاوين

مع طول حبي لك بسر وعلاين
ما شفت من حبي لك الأعمى العين

حاربت خلاني وسميت خاين
وصاحبت خلانك على شان ترضين

ونزلت بك نسل الخدم والزناين
منزل بني عمي أدور لك الزين

أرجى صفا وصلك ولاهوب هاين
وأفرح بيوم ألقاك وانتي تغطين

واحكي البلاغة فيك وانتي رطاين
وانا اتصدا لك وعني تلهين

واصون من لاهو لعرضي بصاين
وارفا لخملاتك ولنتيب ترفين

قاسيت فيك الضيم واتلا الذناين
يا دار هل تبغي بعذري تهزين

يا دار أدير الراي بك من عواين
أشوفها بديارك جعلك تهبين

لكنني من سطوة الله راين
يرميك من قوس المقادير بالبين

تضحى ربوعك للزرايا رهاين
مرمية بالواو والجيم والعين

مكشوفة عورتك مالك خداين
مرجومة بالشر يا قحبة البين

لها بنات بالخنا من ملاين
رجل العروس ومن بنات أم نحوين

نزل برضاك وبك رضا كل فاين
مطرودة الأجواد منتيب تبغين

ما يشرب الموزن على ماك ماين
إلا وعندك له على الزيغ ماوين

كم قاد ضيفك يا عجوز البطاين
ومن صفراتك لأهل الأشواق من حين

أخفى ضيا وجهك وذا الكبر باين
بصباك وانتي تجحدينه يا حدين

سمعك ثقيل والظهر منك لاين
وجفونك اندالن وغصونك الوين

ما بك رجا والله بقطع رجاين
حاولت من سكناك ذال وميمين

عدنا نبي بك بالمحافل نزاين
لا عاد فيك الزين يا كومة الشين

خاب الذي بك من سفاهه يداين
ومغالي برضاك وانتي تغلين

واليوم لو يجنا من أرضك خزاين
وتنعاف لكن ما لقي منك تلقين

ممطر على حيك منايا حواين
وإن فاته الوسمي منه قيد تلقين

لو عاينك من صوب الأقبال عاين
ولا سقا مغناك يا عجب تغانين

تمحي حياة وغم الأمحال داين
لازال من يوم الثلاثا ثلاثين

****
© 2024 - موقع الشعر