انتماء

لـ محمد الفيتوري، ، بواسطة منيره العبسي، في غير مُحدد

انتماء - محمد الفيتوري

(إلى روح الأخطل الصغير)
آت.. بلى كيف تدعوني وأحتجب
إني إلى شعرك العلوي أنتسب
جبلت من طينة في راحتيك
هي الأرث الإلهي، والإنسان والعرب
وجئت إثرك في أرض معمدة بالنار، يسطع فيها
المجد والغضب
غصان بالشعر والأسرار
أسكب أنغامي إلى الناس مخموراً وانسكب
كأن لي منك في لبنان عائلة من النجوم،
تغني وهي تلتهب
كأنني في مداك الرحب مجمرة
يموج فيها الشذى والسحر والذهب
كأن بعض وصاياك الجليلة في عيني
أن جليل الحب ما تهب
وقلت والأفق الممتد يصلبني
فوق القباب، وينأى بي ويقترب
في الموت لي وطن إن لم يكن وطني
هو العواصف والأمواج والسحب
وقلت لليل، يا ليل الطوائف
لي قصيدة لم تزل، فانزاحت الحجب
وقلت للشعراء الغائمين بلا صحو
ولا رعشة في الروح تضطرب
غنوا مع الموت، وابكوا في جنائزه
واستدفئوا بالمراثي إنها حطب
وقلت للشمس في أقصى تفجرها
تمضين أنت ويبقى في دمي اللهب
وقلت يا حب للحب القديم
فما أبقى على
وغطي عمري التعب
وقلت حسبك يا لبنان
فانتفضت مدائن
واستدارت في الدجي الشهب
حسبي وحسبك إرث الميتين
ورايات الرجال البدائيين والقبب
حسبي وحسبك أن النار حين مشت
فوق الحقول، تساوي الزهر والحطب
وأن من كسبوا فيها كمن خسروا
وأن من خسروا فيها كمن كسبوا
© 2024 - موقع الشعر