شيخات جبال الأطلس - محمد الفيتوري

حاملات الدفوف الإلاهية
النسوة الأطلسيات
يولدن في حجرات الأساطير
حيث يلامسهن الجمال رويدا
ويأخذن أشكالهن
حاملات النقوش السماوية
الصاعدات كعطر المجامر
صوب النجوم بأصواتهن
يعانقن أيامهن العتيقة في رقصة النار
يصنعن من ذهب النوم والسحر
طقسا عجيب التفاصيل
يضفرن عرسا من الصور الشاردات
مزارا من الموت والصلوات الغريبة
حيث يتوجهن بهاء الذهول
وتسكن أرواحهن الشقية
في ضربات التعاريج
يشتعل الشفق المغربي المرصع بالذكريات
وتكسر آلهة المسك إبريقها الذهبي
ويكسو الشذى رعشات الحقول
وتلتف عاصفة العصر حولي
أنا الغجري المسافر في دورة الأرض
تلتف عاصفة العصر حولي
يحاصرني موجها المتدفق في قنوات العيون
وأقبية المدن الهاربات من الضوء!
***
ذات نهار رأيتك
"قالت معذبة الصوت":
-كانت سقوف نحاسية
وتماثيل خلف الغيوم
تطل عليك..
وأنت تجدف باسم المسوخ
التي أنتصبت في الزوايا
وتذكر أزمنة ومدائن تائهة
في بخور التعاويذ..
ثم حجبتك عني
لكي لا تراني في الزمن المستحيل
"فرس راكض في رماد الضحى
بيرق مائل في غيوم الأصيل"
***
ذات يوم تحجرت الشمس في..
وكان أعترافي..
"قالت معذبة الصوت":
أن السماوات ما عدن زرقاء
والصحو يبتلع الحلم
والجوع يبسط تحت جناحيه
مائدة الخبز والفقراء
وكان انخطافي
أن رداء الحياة ثقيل
وأن الأقانيم خالدة، والزوال احتمال
وأن جمال البديل، بديل الجمال
***
ذات يوم، تراءيت أغنية في خيالك
ثم أنحنيت حزينا على صورة الماء
كيف أنحنيت على صورة الماء
حتى تلاشيت عبر اكتمالك
كيف أشتعلت..
وأبصرتني فيك أيقونة
وأنا أتقلب في دهشتي واكتشافي!
الرباط- المغرب 1993
© 2024 - موقع الشعر