القيامة - محمد الفيتوري

لتعانق نبوءتها هذه الروح..
ولتنتصب أفقاً مشمساً، خيمة الطيب والخبز..
ولتستحل فوهات البنادق
في كف حاملها، نهراً أبيضاً
يتدفق عبر الحقول
وليظل اكتمال اكتمالك فوق مدار الفصول
أيها البشري، الآله، الرسول
القرابين، والشوق منا
ومنك الرضى والبشارة
صحراء نحاسية، نحن لولاك..
أزمنة من حجارة
-1-
من جحيم الطقوس، ومن خزف الكلمات
ومن دوران الفصول
سقوف معابدنا
وطعام موائدنا
أبداً ننحني ضارعين، على بقع الدم..
تمتد فوق سواعدنا
وحرير وسائدنا
تتداخل فينا الهزائم، هاربة من عيون
الذي سوف يأتي
ونغطي الخطايا، فتفضحها أعين الأمهات
-2-
مباركة خطواتك..
يا من ستأتي على هذه الأرض، مخترقاً جبل السر
هالتك القدسية حولك
مجد السموات حولك
تأتي كما جئت من قبل
تغسل عنا الجريمة والعقم
ها أنت ذا تتلمس موتاك..
تنفض أجسادهم من تراب السنين
تبارك أيامهم.. تستدير مهيب الكآبة..
قلبك لا ينبت الحقد
مجدك لا يرث الموت
وجهك لا يلبس الكبرياء
-3-
يسألونك..؟
-كل مياه المحيطات.. كل السحاب
الذي يعبر في الأفق، منحدراً
في مدى الأفق
كل خوابي العصور العتيقة..
لا تطفئ العطش المتجسد في القلب..
..تطفئه دمعة، تتألق عارية الطهر..
في ردهة الحب
-4-
-لن تجدوني..
كما تجدون أساطير من مثلوني
نقوشاً على حجر
أو تصاوير مبهمة في كتاب قديم
أنا في الكائنات، وفيكم أقيم..
-5-
-يسألونك..؟
-كانت سياط الخيانة، تجلد أرواحهم..
وتحاصرهم
كنت أرحم آلامهم، وأنا مغرق في سكوني
ولهذا غفرت خطيئتهم
ورثيت لمن قتلوني!
-6-
-يسألونك..؟
-هذا اعترافك أنت..
الشهادة في فمك الملكي
وإذا نارك اشتعلت في يدي..
فالذي اختارني ليس أنت..
ولكنه "أنا" يقسو علي..!
-فوجئت أورشليم..
طار طائرها عالياً.. وتخطى النجوم..
وتفاجأ ثانية
بالسقوط العظيم!
-8-
-يسألونك..؟
-من لم يكن خائني هذه الليلة القمرية
فليأتني تاركاً قوسه، وكنانته
وحسامه
سوف أبعثه سيداً
أنا مجد القيامة!
-9-
أيها البشر الآلهي
الذي قهر الحقد، والموت، والكبرياء
ابتسم للذين انتهوا فيك
وابتدأوا فيك
قل كلمتك.. كن رجاء لهم..
وأجب سائليك..
أنت يا من وهبت دمك..
خمرة، وخلاصاً لأرواحهم
وبكيت على قاتليك!!
باريس 1979
© 2024 - موقع الشعر