تعال أريك

لـ قاسم حداد، ، بواسطة قاسم حداد، في غير مُحدد

تعال أريك - قاسم حداد

تعال أريك الجيش الجائع يدخل في سم الإبرة
 
 
يدخل فيه الطفل الطائش
 
 
والشحاذون المكسورون
 
 
ويدخل رعب الساعات المغبونة
 
 
والإبرة ضيقة يهصرها الحمل الداخل في السم
 
 
هات يديك أريك كنائس تكنس أحلام المحمومين
 
 
صلاة المصلوبين
 
 
أريك الدين الديوان
 
 
أريك الإنسان الداخل والخارج
 
 
دخلت
 
 
المشهد متسع كالأفق رأيت الخيمة
 
 
كان السهل يسهل سيل الناس
 
 
وباب الخيمة مفتوح
 
 
الناس تجيء وتدخل
 
 
الخيمة تكبر
 
 
والناس تجيء تجيء تجيء تجيء
 
 
الخيمة باب للأفق
 
 
جهات الأرض تجيء يجيء الناس من المدن التعبى
 
 
من أطراف بلاد لا أعرفها
 
 
من غابات لن أعرفها
 
 
الخيمة تحضن جيش المذعورين الجوعى
 
 
المسحورين الجرحى
 
 
المذبوحين الأسرى المخمورين
 
 
المغمورين بطرد المدن القاتل
 
 
تهت وأجهدني الجيش الشارد من أحضان الدفء المفقود
 
 
اللاجئ في أحضان الدفء الموعود
 
 
تعال انظر
 
 
فرأيت المدن الحجرية تأكل من لحم بنيها
 
 
والناس تطير وتسبق نار الهجمة
 
 
تدخل في تيه الخيمة
 
 
والخيمة تكبر تحضن كل لجوء والناس
 
 
تجيء
 
 
الريش الناعم يهدج أو يتهدج
 
 
هذي خيمة ناس سوف تضيق الأرض بهم
 
 
وتلاحقهم كل سكاكين القادة و القوادين
 
 
تطاردهم سنن الحكام المسلولة من غابات الوحش
 
 
تحاصرهم أسياف الجوع ونار القمع وسم الجنس
 
 
انظر فرأيت
 
 
حضنت الأذرع مشرعة من ناس الخيمة.
 
 
هل تعرفني
 
 
من أين سأعرف يا ...
 
 
قد جئت لأن الحكم يهددني بالموت إذا نمت
 
 
أنا الشارد من حريات القتل
 
 
أنا المطرود من الدار لأن الجار قوي
 
 
أنا الميت قبل الموت
 
 
أنا وأنا وأنا وأنا و
 
 
كفى
 
 
أنا في كف الريش الناعم ملتهب
 
 
الريش يمد يديه
 
 
تعال أمد يدي
 
 
ويدي في لجأ الناس تدور
 
 
تدور
 
 
تدور
© 2024 - موقع الشعر