قصيدة من سلمى - فدوى طوقان

ماذا أقول لها، تحيا على رمقي
أفراحها لم تعش إلا على الحرق
الموت راودها دهراً وغافلها
واقتص آثارها في آخر الافق
أين المفر، قبور لا قرار لها
تقفوا خطاك مسير الدرب فارتفقي
راحت وما كتبت حرفاً لصاحبةٍ
غابت وما تعبت من غربة السفن
ناديت مركبها الغادي فما عرفت
صوتي، وواجهت مسراها فلم ترني
تبغي انفلاتاً من الأمس الذي ألفت
ترجو اختراق حجاب الشمس والزمن
تسعى وتبحث في المجهول عن قبسٍ
حي وعن ملتقى غضٍ ومؤتمن
غيبي وراء حدود النجم هاربة
ولا تقولي ردي في شاطئ الوطن
لا، ما رأيت لهيباً فاجعاً شرساً
فيه ولا سمعت أصداءه أذني
الموت راك، من أعماق وحشته
أنت اغترقت جنون الحلم والشغف
غنّى على ثغرك المشتاق فاندلعت
أسرار قلبك ذاك العاشق الترف
يا ثروة الحلم
غني عن العدم
غني على عدمي
أنت ارتويت فعاطينا سلافته
يا ربة الهبتين الحب والألم
سلمى الخضراء الجيوسي
© 2024 - موقع الشعر