القصيدة الأخيرة - فدوى طوقان

لا تسل عن بارقٍ رفّ على أيامنا
بعض حين؛ لا تسل واطه السؤال
لا تقل إنَّ الملال
لم يلفعنا وإنَّ اليأس لم يلق علينا
ظله القاتم، لم يبق لدينا
قبساً يطفو على أحلامنا
الهوى كان ملاذاً وهروب
من ضياعي وضياعك
كان لاستقرار نفس لقيت نفساً وروح
عانقت روحاً؛ لإرساء قلوب
عند بّرٍ آمن يمنحها دفء الحياة
والهوا كان ليعطينا الرضى والبسمات
ولينسينا جراحات الليالي الموحشات
لا ليرمينا على صحراء تيه
وفراغ وموات
الهوى كان لنبني ولنعطي
خير ما فينا
لا ليفنينا
ويحيل النور والخصب ظلاماً ورماد في أغانينا
انتهينا يا رفيقي
حبنا كان استغاثات غريق بغريق
لم تكن تملك لي شيئاً ولا كان لدي لك شيء.
وتلاشى صوتنا
في اصطخاب الموج، في غور بحار الظلمات
عبثاً كنا نريد الحبّ أن يمنحنا خيط الحياة
انت تدري، لا تسل عن حبنان
نحن حاولنا ولكنا فشلنا
أسفاً، ماذا غنمنا
غير غصّات أسانا وجراح الأغنيات؟
يوليو 1960
© 2024 - موقع الشعر