كلما ناديتني - فدوى طوقان

يا حبيبي كلما ناديتني
هاتفاً عبر المسافات: تعالي
عبقت في خاطري يا جنّتي
جنة، وانهلّ ضوءٌ في خيالي
وبدا لي
عالم ريان، وردي الظلال
من شباب وفتون وغوى
أسكرت آفاقه خمرٌ الهوى
وتعرَّت فيه أطياف الجمال
كلما صوتك ناداني إلى
موعد يحضنه صدر الأمان
عانقت روحي روءى أمسية
كم تساقى الحب فيها والحنان
عاشقان
نسيا الدنيا عليها والزمان
ليلة فيها حصرنا العمر، ليله
أخذت ألوانها من ألف ليله
من أساطير جواريها الحسان
كلما صوتك نادى من بعيد
دافئ الغنّة منغوم الصدى
فتح الفردوس لي محرابه
والأماني فرشت لي مرقدا
من عبير وبدا
لي فجرٌ هل رطباً مسعدا
ناعم الأناس مفترّ الضياء
لفّنا حلماً على مهد لقاء
واحتوانا فيه دفئاً وندى
نادني من آخر الدنيا ألبّي
كل درب لك يفضي فهو دربي
يا حبيبي أنت تحيا لتنادي
يا حبيبي أنا أحيا لألبّي
صوت حبي
أنت حبّي
أنت دنيا ملء قلبي
كلما ناديتني جئت اليك
بكنوزي كلها ملك يديك
بينابيعي، بأثماري، بخصبي
يا حبيبي
© 2024 - موقع الشعر