الى صورة

لـ فدوى طوقان، ، في غير مُحدد

الى صورة - فدوى طوقان

لا تتكلم أن التفسير يقلل من طرافة الموضوع
هيجو
اذهبي، واعبري الصحارى إليه
فإذا ما احتواك بين يديه
ولمحت الآشواق في مقلتيه
مائجات أشعة وظلالا
مفعمات ضراعة وابتهالا
فاحذري، لا تعبري، لا تبوحي
واكتمي عنه ما يزلزل روحي
منه، واطوي هو اي عن عينيه
هو لي فتنة، ولكن دعيه
مستفزا، يشك في حبيه
ليس يدري بما يؤج بصدري
من حريق مدمر مستطير
وامثلي أنت صورة بكماء
وجهها خامد.. بلا تعبير
ميت القلب والهوى والشعور.
فإذا الليل سف منه الجناح
ومضت في اسراحها الآرواح
تتلاقى على مهاد الاثير
عبر افاق عالم مسحور
عالم الحلم، مسبح اللاشعور
فاستبقي أنت كل حلم إليه
واستقري هناك في جفنيه
عانقي روحه، ورفي عليه
انشديه شعري وغني لحوني
في هواه
بثيه كل شجوني
صوري لهفتي له وحنيني
حدثيه عن صبوتي، عن جنوني
حدثيه..حتى يلوح الصباح
فاذا قبل السنى عينيه
وصحا،لم يجد هناك لديه
غير لا شئ مائلا في يديه
وارجعي أنت صورة بكماء
وجهها خامد بلا تعبير
ميت القلب والهوى والشعور.
هكذا وليظل حبي سراغامضا،
إن للغموض لسحرا
اسرا، يجذب النفوس اليه
حيث تبقى مشدودة في يديه
ليس تقوي على الفكاك
فكوني
أنت مثلي لديه عمقا وغورا
هكذا، وليظل نهب الظنون
تائها بين شكه واليقين.
© 2024 - موقع الشعر