أشواق حائرة - فدوى طوقان

ماذا أحسن هنا، بأعماقي
ترتج أهوائي وأشواقي

بي ألف إحسان يحرقني
متدافع التيار، دفاق

ألف انفعال، ألف عاطفة
محمومة بدمي، وبأعراقي

ماذا أحسن أحسن بي لهفا
حيران يغمر كل افاقي

جفت له شفتاي وارتعشت
أظلاله العطشى بأحداقي

نفسي موزعة، معذبة
بحنينها، يغموض لهفتها

شوق الى المجهول يدفعها
متقحما جدران عزلتها

شوقي الى ما لست أفهمه
يدعو بها في صمت وحدتها

ماذا أحسن شعور تائهه
عن نفسها، تشقى بجيرتها

قلبي تفور به الحياة وقد
عمقت ومدت فيه كالامد

فتهز أغواري نوازعه
صخابة، دفاقة المدد

ويظل منتظرا على شغف
ويظل مرتقدا على وقد

أحلام محروم تساوره
متوحد في العيش منفرد

ويود لو تمضي الحياة به
للحب، مصدر فيضها الابدي

وهناك تومئ لي السماء وبي
شوق اليها لاهف عارم

فأحسن احساس الغريب طغى
ظمأ الحنين بروحه الهائم

وأرى كواكبها تعانقني
بضيائها المترجرح الحالم

تهمي على روحي أشعتها
وتلفه بجناحها الناعم

فأود لو أفنى وأدمج في
عمق السماء ونورها الباسم

مالي يزعزعني ويعصف بي
قلق عتي جائح الآلم

تتضارب الآشوق حائرة
في غور روحي، في شعاب دمي

الارض تعلق بي وتجذبني
وتشد قبضتها على قدمي

وهناك روحي هائم شغف
بالنور فوق رفارف السدم

مستحقرا الارض ، تفزعه
دنيا التراب، وهوة العدم

روحي يلوب بدار غربته
عطشا الى ينبوعه السامي

فهناك أصداء يسلسلها
صوت السماء بروح الظامي

وهنا، هنا، في الآرض يهتف بي
صوت يقيد خطو أقدامي

صوتان.. كم لجلجت بينهما
يتنازعان شراع أيامي

وأنا كيان تائه قلق
يطوي الوجود حنانه الظامي

© 2024 - موقع الشعر