ليلاي - إبراهيم العريض

«بورك للعروس في زفافها
 
كالسوسن الأبيض في عفافها»
 
ليلايَ! بالأمسِ كنتِ
كأنما «هيَ» أنتِ
فتاةَ حُلمي... التي قد
تمثّلتْ ليَ.. بِنتي
كم ليلةٍ عدتُ فيها
في وحْدتي، فأعنت
يطولُ منكِ انتظارٌ
فإن سكنتُ سكنت
وما رأيتُك يوماً
على الحضور مَنَنْت
حتى إذا لاح صبحٌ
سبقتِ لي الصُبحَ أنت
فيا لها سَبَحاتٍ
تمرُّ بي، منذِ بنْت
ذكراكِ فيها كنَجمٍ
يضيءُ لي حيث كنت
بوركتِ ليلايَ عِرْسا !
 
وطبتِ بالغد نَفْسا !
وكيف أنساكِ بنتي!
إذ كنتِ في المهد طفلَهْ
ترعاكِ عيني بحبٍّ
أرى لأمّكِ مثله
وكلُّ دنياكِ زَنْدٌ
وكلُّ زادِك قُبْله
تُقلّبينَ لِحاظاً
وما كلحظِكِ مُقْله
تَبثّني... وهواها
يظلّ يفعلُ فِعْله
ولا كنومكِ.. لا نَسْ
تَقِرُّ حتى نُظلّه
وتألمين فنخشى
عليكِ من كل غفله
وتنطقينَ فأهفو
كأنّما الكونُ حفله
بُوركتِ ليلايَ عرسا !
 
وطِبْتِ بالغد نفسا !
 
ولستُ أنساكِ بنتي!
إذ كنتِ بعدُ غريرَهْ
حتى كتبتِ من العُمْ
رِ - باحتبائكِ - سِيره
تَلهين في «العشِّ» شَدْواً
كأنّكِ العُصفوره
عليكِ ثوبٌ طويلٌ
وفي يمينكِ صُوره
تُهيّئين لها كُلْ
لَ جَلْوةٍ مَنظورَه
فتنثرينَ عليها
معَ الصباحِ زهورَه
كم سرّني أنّ بنتي
«كعِرْسها» مسروره
أُلفي إذا غابَ بدرٌ
على مُحيّاكِ نُوره
بوركتِ ليلايَ عرسا !
وطبتِ بالغد نفسا !
ولستُ أنساكِ بنتيَ
إذ عُدتِ في أَخَواتِكْ
ما بين صُغرى وكُبرى
وكلُّهنّ كذاتك
لهنَّ منكِ جميعاً
معنى الحَيَا من حياتك
تُلقِّنينَ «ثُريّا»
و«مَيَّ» حُسْنَ التفاتك
كأنما كلُّ شِعري
عليه رمزُ صِفاتك
فإنْ بَسمتِ لأمٍّ
جزتْكِ عن بسَماتك
بما يردُّ لثغرٍ
- أُحبُّه - قَسَماتك
حتى ليُفعِمَ قلبي
ما رقَّ من نَفَحاتك
بوركتِ ليلايَ عرسا !
 
وطبتِ بالغد نفسا !
 
ولستُ أنساكِ بنتيَ
إذ أنتِ ذاتُ نِقابِ
تَخَايلين على مَدْ
رَجِ الهُدى والصواب
مَعنِيَّةً بشؤونٍ
مشغوفةً بكتاب
تُدرِّسين صبايا
بلحنكِ المستطاب
وهنَّ منكِ ليَنشقْ
نَ نفحةً من شبابي
إذ كنتُ - مثلَكِ - أُعْنَى
بالنشءِ ، رغمَ صعابي !
حتّى إذا عدتِ للبَيْ
تِ عُدتِ لي.. ولما بي..
وللملابس تُكوى
لحَفْلةٍ أو خِطاب
بوركتِ ليلايَ عرسا !
 
وطبتِ بالغد نفسا !
 
وأمسِ .. ليلايَ.. أمسِ
جُليتِ في ثوب عُرْسِ
فالبيتُ يرقص تِيهاً
والليلُ مَشْرِقُ شمس
لقد أتتكِ حِسانٌ
يخطرنَ ، من كلِّ جنس
يكاد يملأ أُذْني
تغريدُهنّ بأُنْس
كأنَّ أمَّكِ ما بَيْ
نَهُنَّ «وردةُ» أمسي
أَمّا أبوكِ فقد ظَلْ
لَ وحدَه حيث يُمسي
حتى جَلَونكِ طِيباً
وما الحديثُ بهمس:
«أختاهُ ناديه حتى
يرى العروسَ.. بنفسي !
فجئتُ أنظر في رَوْ
ضِهِنَّ أطيبَ غرسي
طبعتُها قُبلةً فَوْ
قَ جبهةٍ مثل وَرْس
ليلايَ بُوركتِ عِرْسا !
 
وطبتِ بالغد نفسا !
© 2024 - موقع الشعر