أشـياء مضـيـئة!!! - علي صدقي عبدالقادر

لا، لن تقيم
 
تلك الظلال السود، تقطر بالدماء
 
فسلال بنت العم (سلمى) تطفح بالعنب
 
وجموع شعبي الزاحفة
 
فتحت لمركبة الصباح
 
بوابة الوطن العظيم
 
من بعد أن لاكت يد السجان أقفال الحديد
 
من بعد أن شربت دم القيد، الملطخ بالصديد
 
ومشت صبايانا ببلدتنا فخلف خطوهن
 
فصل الربيع، وعش خطاف، ونعناع، وحنة
 
وتركن فوق مواقع الأقدام رنة حليهن
 
أتى بنونا الطيبون
 
بعيونهم تبدو مدائن فجرنا
 
تطفو على نهر الحياة
 
وعلى شفاههم حروف دافئة
 
خضراء تنبض بالشرف
 
شرف الحروف الصادقة
 
* * *
 
ويضج في قلبي حنين للعناق
 
لعناق شيء، أي شيء قد يكون
 
لعنا شمس غداتنا، وسمائها
 
للأزورد حيالها
 
* * *
 
بي حاجة للحب، للحب الكبير
 
لأحب أشياء، وأشياء مضيئة
 
لأحب إبرة أرملة
 
منها تعيش
 
لأحب حبات العرق
 
بجبين عمال يقومون بإصلاح الطريق
 
من أجل خبز أسود، من أجل حزمات الفجل
 
لأحب قنديلا لشاعر أمة، يهب المطر
 
يهب المواسم للشجر
 
ويعيد للعين البصر
 
ويصوغ أقماراً يلونها بمختلف الصور
 
صور لشعبي، للربيع، وللمؤذن بالصباح
 
صور لشباك الأزقة، فوقه غرس الظلال
 
ووراءه ذات السوار، تطيح غضبي بالحجاب
 
تقتات من خيط الحجاب
 
* * *
 
ويظل في ثغري اشتهاء للكلام
 
لأقول أشياء، وأشياء جليلة
 
عن أمتي ودمائها، اللهب المقدس
 
ومشانق سود، عوت في كف جلاد الوطن
 
عن قصة الريح التي جاءت بغربان رهيبة
 
حطت هنا
 
حطت على أرض المحبة، والسلام
 
من يومها طارت حمائمنا الوديعة
 
فزعاً من الصوت الغريب، أزيز تلك الطائرات
 
وصفير تلك الباخرات
 
لكن ذياك الحديد
 
سيذيبه شعبي دخاناً في الفضاء
 
سنبدد الذرات منتقمين، في وجه الرياح
 
لتعود للعش الحمائم
 
للمحبة، للسلام
© 2024 - موقع الشعر