بـغداد والفـجر الأخـضر - علي صدقي عبدالقادر

(بغداد) الثورة
 
شوارعها رقصت بالشعب الثائر
 
نوافذها سالت بزغاريد وردية
 
زغاريد صبايا الحرية
 
تهتف للثورة
 
تهدي رنة خلخال
 
تهدي وشوشة سوار
 
للشعاب الثائر وشرانق من شال حالم
 
يا شعبا فجر في عيني
 
فجراً ثوريا أخضر
 
فجراً لم يره عمي وأبي
 
وأخي المشنوق الأسمر
 
سقطوا قبل العيد الأكبر
 
ليتك يا أمي المعمودة
 
في ركن سريرك ممدودة
 
ليتك وليت لأيام شبابك
 
ونفضت شعيرات مشيبك
 
وطرحت المرض ولو ساعات
 
للحاق الفجر على الطرقات
 
لشهدت على الأفق الرايات
 
وحملت مع الشعب الرايات
 
ليتك شاهدت التاريخ على بوابة (بغداد)
 
يعصر من لحيته الأجيال
 
تتساقط منها أيام وليال
 
وأنصاف الآلهة الصرعى المقلوبة
 
كقطعة (دولار) مصلوبة
 
لن يجدوا في وطني قبراً
 
* * *
 
باسمك يا (بغداد) الثورة
 
تغزل أرملة بالليل الصوف
 
باسمك (يا بغداد) الثورة
 
باسمك يسقي الفلاح النخلة
 
باسمك أطفال تحلم
 
تبتل شفاه
 
تعطي الزيتونة آلاف فصوص خضراء
 
والكرمة أنجم عسلية
 
باسمك أعطانا القمر نهاراً أزرق
 
نهاراً غير نهار الشمس الأشقر
 
* * *
 
في يومك يا (بغداد) الثورة
 
جفت حلمة ضرع الأفعى
 
وانطلقت من (سجن الحلف) قباب ومآذن
 
وانفتحت سوق مقفولة
 
كانت في أمسك مقفولة
 
وتلاقي الناس على كلمة
 
تورق في غيمة
 
دافئة النغمة
 
تلك الكلمة
 
(بغداد) الثورة
© 2024 - موقع الشعر