فـي حـضن الشـمس - علي صدقي عبدالقادر

صبح الأربع والعشرين ديسمبر
 
لم تره بلدي من قبل
 
صنعته أيدي مليون مكافح
 
من (ليبيا) مليون مكافح
 
مغسولاً بدم الشهداء
 
حملته أهداب صبايانا
 
ولأول مرة
 
أنظر مليون صباح بالأهداب
 
أحيي في يوم أجيالاً من غير حساب
 
ولأول مرة
 
تتبعثر من كف الدهر الأيام
 
لتطل بأهداب صبايانا مليون صباح
 
في يوم واحد
 
* * *
 
كم سهرت أم في كوخ مظلم
 
وهي تهز جدار الكوخ
 
تنتظر وحيداً لم يرجع بعد
 
لم يرجع من ساح النار
 
ظلت تسأل عنه رفاق العمر
 
ومرابع أيام شبابه
 
فتجاب بآهات مصلوبة
 
ولها يحني الناس الراس
 
لوالدة البطل الراحل
 
دفنت أدمعها في القلب
 
نسيت شفتاها البسمات
 
حتى جاء صباح ديسمبر
 
فانفجرت دمعاً، بسمات
 
تحمل في يدها المعروقة
 
سنبلة من قمح بلادي
 
تبحث في عين الفتيان
 
عن وجه فتاها المفقود
 
من سار مع الفجر ولم يرجع
 
لكن الوالدة الثكلى
 
وجدته في وجهي، في وجهك
 
في تربة (ليبيا)
 
في صبح الأربع والعشرين ديسمبر
 
* * *
 
فلنعل السرج على المهر الأخضر
 
وليصهل عشرات المرات
 
وفي قرط صبايا سمراوات
 
وليركض في حضن الشمس
 
بسنابك تطبع ألف هلال
 
رمز العزة في علمي
 
في حضن الشمس الذهبي الأحمر
 
لنرى الشهداء هناك، هناك
 
من وجهك يا شمس يطلون
 
علينا في الأربع والعشرين ديسمبر
© 2024 - موقع الشعر