ظـلال الـقــراصـنة - علي صدقي عبدالقادر

لن يطفأ (بالكونجو) مصباح الزيت
 
لن يطفئه الرجل الأشقر
 
ذو العين الزرقاء
 
فذبالة مصباح الزيت
 
في كوخ من خوص
 
من أغصان الشجر اليابس
 
قرب جريح برصاص الأعداء
 
قرب امرأة في حالة وضع
 
قرب (لومومبا) بالزنزانة
 
أقوى من أسلحة الرجل الأبيض
 
أعظم مما تخرجه (بروكسل)
 
ذات الأسوار العارية الشهباء
 
والجو الباكي بالمطر الدامي
 
* * *
 
لن يطفأ (بالكونجو) مصباح الزيت
 
فجنود (البلجيك) القتلة
 
يفزعهم مصباح الزيت
 
تمتد لتخنقه آلاف الأيدي المرتعشة
 
لفظتها (أوروبا) المعصوبة
 
بصليب (يهوذا) الذهبي
 
جاءت (للكونجو)
 
تحلم بالثروة
 
بقوافل عاج، وفراء، ورقيق
 
ومناجم في صدر الأرض
 
تحلم بشباب امرأة في لون العنبر
 
بالدفء لدى ساكنة الغاب
 
بليالي (إفريقيا)، بالرقص، خلال الأدغال
 
بغناء عشايا الأنهار
 
* * *
 
واندفعت، سالت، غابات (الكونجو)
 
(بالبالوبا) والثوار
 
ورماح الأنصار
 
من زنزانة سجن (لومومبا)
 
تصرخ في وجه الدخلاء:
 
لن تنهب خيرات الأرض
 
من أفواه الشعب الطيب
 
لن نقضي جوعاً بعد اليوم
 
سنضيء بمصباح الزيت
 
وجهك يا (إفريقيا) الباسم
 
* * *
 
ستزول ظلال الرجل الأشقر
 
لن تبقى أحذية القرصان
 
وقواعد أسلحة الحرب
 
عودوا لمرافئ (أوروبا) المزدحمة
 
بطرود حشيش، وبغايا، وخمور
 
عودوا للقتل، لإجرام التهريب
 
ودعوا (إفريقيا) الآن تحيك الحب
 
للأطفال، لشعب يولد عند الفجر
© 2024 - موقع الشعر