وأمـطـرت دمـــاً - علي صدقي عبدالقادر

الشعب يصنع الحياة (بالجزائر)
 
والموت والطاعون، والمرتزقة
 
وجند فرقة الأجانب المرتزقة
 
من مجرمين، سكيرين، قتلة
 
تود خدش الحائط الكبير
 
الحائط الشعبي الشامخ الكبير
 
وحفنة من الوطواط سدت أفقنا بالأجنحة
 
تدعى (بحلف لأطلسي) اللعين
 
لأنها تخاف الضوء، والزهور، والنهار
 
والشعب والحياة
 
وسقط الآباء، في صعيد واحد مع الأبناء
 
فدى لبسمة الأطفال (بالجزائر)
 
* * *
 
وفي (وهران) أمطرت سماؤها الدماء والدموع
 
وأنبتت حقولها الجباه السمر شامخة
 
وأذرعاً مشرعة، قبضاتها تهتز في الهواء
 
وفاض من (أوراس) سيل من رايات
 
يقتلع الأشواك من دروبنا البيضاء
 
ويجرف الحصون، والمعاقل المكهربة
 
* * *
 
غداً مآذن (الجزائر) الطويلة
 
هلالها المغموس في مجرة السماء
 
تلقي ضياء، عندما الطاعون والجنود يرحلون
 
وتنحني تصب في صدور الشعب أغنيات
 
عن الكفاح والدموع والدماء
 
وتغرس النجوم حيث يرقد الشهيد
 
بقبره المجهول، والمملوء بالصقيع
 
وعندها يلمسه الربيع
 
فينبت النسرين والبنفسج الوديع
 
ويبعث الشهيد
 
في زهرة النسرين والبنفسج الوديع
 
بالفجر يغدو طائراً يشع ريشه بالنور
 
يلون المحراث، والأحراج، بالرواء
 
وفي خدود التين يسكب النماء
 
وبالمساء يغدو غيمة تطوف عبر المدخنات
 
من قرية لقرية، إلى المدائن المكافحة
 
تزور كل أسرة باليوم مرتين
 
وفي ليالي البدر يغدو بسمتين
 
إحداهما تعطر الأحلام حول مخدع الأطفال
 
وتنضج الأخرى عيون اليتم بالضياء
 
وتملأ المصباح زيتاً بالشتاء
 
وتؤنس الدروب
 
ويبعث الشهيد في النسرين والبنفسج الوديع
© 2024 - موقع الشعر