دافـئـة العـين - علي صدقي عبدالقادر

(إلى E.M)
 
 
 
كانت لوحات زيتية
 
بالمعرض لوحات زيتية
 
تهمس في أذن الرواد
 
بأشياء صغيرة
 
تتمطى في حضن جدار
 
كفتاة كسلى، تتثاءب في صبح ممطر
 
وامرأة واسعة العينين
 
بهما الليل يذوب
 
من وطن (الراين) الألماني
 
عقدت ساقيها
 
لتثيرا بالعين الجوع
 
جوعاً يلتهم ظلال الساق
 
وحواشي الفستان الأزرق،
 
* * *
 
كانت لوحات زيتية
 
وامرأة في ركن المعرض
 
تبني بدخان (السيجارة)
 
غرفاً بستائر وردية
 
وحدائق، قصوراً خلوية
 
ٍوغسلت بعينيها قلبي
 
حيث قوارب صيد الشعر
 
ومواكب أطياف الشوق
 
الله... العين الواسعة الحبلى
 
ولدت لي أشعاراً بخدود وشفاه
 
ولدت شلال حروف وفواصل
 
لا يفهمها أحد غيري
 
أقرأها بشميم، بدمائي، يزهر
 
أشياء مضيئة
 
هلا أمسكت حماماً طار إلي
 
من عينك طار إلي
 
وحبست هوى أزرارك عني
 
وقوافل كحلك.. وعطورك
 
وغناء زوارق (نهر الراين)
 
* * *
 
وجهك يا دافئة العينين
 
ما بين قصائد ديواني يحلم
 
حيث خيوط الفل تنام
 
ووريقات الورد الأحمر
 
وخصيلة شعر فواحة
 
في شكل الخاتم مقصوصة
 
وبقايا منديل جمدت فيه الأنفاس
 
وشريطاً أحمر للذكرى
 
تلك دفائن ماض، غال، بين الأوراق
 
* * *
 
وجهك يا دافئة العين
 
يغفو، في ديواني، يحلم
 
وجهك أجمل أشعاري فيه
 
يكسبها ألوان الفجر
 
ورنين حلى الأعراس
 
وبريق شجيرة عيد الميلاد
© 2024 - موقع الشعر