رحــيـل - علي صدقي عبدالقادر

في مساء
 
نشر الشاعر بالأفق قلاعه
 
حاملاً في يده شعراً وحبات من الرمل، وحبه
 
وعناقيد أغان وكروم
 
وحكايات بلادي، وأساطير صغيرة
 
رحل الشاعر والزيتون يعطيه فصوصاً، وخواتم
 
وعلى الشاطئ أطفال، مناديل حمائم
 
لوداعه
 
ليروا خفق قلاعه
 
* * *
 
خلف الشاعر حرفاً من قصيدة
 
قبل أن تشربه الريح البعيدة
 
تلهث الشمس على حافته صبحاً عشية
 
عبثاً تفعل، لن تبلغ في يوم مداه
 
* * *
 
كان يعطي شعره الأرض الخصوبة
 
والزهور الطل، والنخل النماء
 
والصبايا الكحل، واللون، وأنفاس الربيع
 
مثلما أعطى الوطن
 
قوة تصلب ظل المعتدين
 
عندما كنا بأشعار (رفيق)
 
نطلق النار، نقاتل
 
نهدم المشنقة، الباردة الحبل، نناضل
 
وبأشعار (رفيق)
 
تغزل الأصواف بالليل الأرامل
 
وصغار الوطن السمر ينامون على شعر رفيق
 
لا ينامون إذا لم يسمعوا شعر رفيق
 
كل شيء يشتهي أشعاره، حتى الشبابيك، فوانيس الطريق
 
كان بالأمس يغني الشمس، والناس، ومحراث بلادي
 
ويحب الأرض والحرف، و(ليبيا)، والسلام
 
ورؤى (غيث الصغير)
 
شعره يختصر الشعب، الوطن
 
تلتقي فيه الفصول الأربعة
 
عاش للشعب، وكان الشعب في أشعاره الخضر معه
 
* * *
 
رحل الشاعر في ذات عشية
 
حاملاً في حضنه، عش حمامة
 
وغديراُ، وغمامة
 
حاملاً جبهة (ليبيا) فوقها تزهر شامة
 
تاركاً أشعاره تعرش فوق الشرفات
 
تطلق الأطيار، من صدر الصبايا الخفرات
 
خلف مقصوراتهن الظامئات
 
تغزل الحب لأبناء الحياة
 
* * *
 
سيعود الشاعر المعطاء في بيدر قمح كل عام
 
في أغاني الحاصدات
 
إنه وجه بلادي
 
وجه أجيال سيحيون غداً في أرضنا
 
وسيأتون من الغيب بأشعار (رفيق)
 
وجههم وجه (رفيق)
© 2024 - موقع الشعر