أمـي والـكلـمة - علي صدقي عبدالقادر

من أجل الكلمة
 
تضحك مزن بالأمطار
 
والنخلة تعطي الثمر طوال العام
 
بكل فصول السنة، طوال العام
 
والناس تعمر ألف حياة
 
في اليوم الواحد
 
والشعب يسير إلى التاريخ
 
يعطيه لسانه
 
* * *
 
الشاعر في الدنيا كلمة
 
للناس، جميع الناس
 
حتى للمختلفين لغات، جنساً
 
تخصب بضمير الأمة
 
أشياء، وأشياء كبيرة
 
تتحدث عنها الأجيال
 
تتحول أغنية شعبية
 
تسمع في عين الأطفال
 
تغدو قصة سمر، في ليل شتاء
 
تضحى ميراثاً، ملكاً للأمة
 
للأحفاد، عن الأجداد
 
* * *
 
فالكلمة
 
إن كانت حية
 
تحمل جزءاً من قائلها
 
تحمل بصمة ختم الله
 
تطلع فجراً قبل الموعد
 
ليست تابوتاً للآثار
 
وصدى مصلوباً بالأسفار
 
ليست مخلب بوم مات
 
أو أشواكاً للصبار
 
ليست لطخة ظلمة سجن
 
أم همهمة بجنازة
 
ليست كالكلمات الممسوخة
 
أو القرش الزائف
 
فتزييف الكلمات جريمة
 
يا ويل الكافر بالكلمة
 
* * *
 
مدي لي يا أم ذراعك
 
أزرع كلمة
 
في كفك تلمع بالظلمة
 
تصبح فصاً في خاتمك الأخضر
 
حيث الشمس به تشرق
 
على الدنيا
 
من خاتمك الأخضر يا أمي، تشرق
 
و به تغتسل عشايا الصيف
 
تبترد، وتتضاحك
 
فإذا برذاذ الماء، زهور الشفق
 
تتناثر
 
أوراقاً من ماء، من شفق، تتناثر
 
* * *
 
فالحرف له عندي محراب قدسي
 
باسمك يا أمي، أركع فيه
 
أسكب سهري، حبات العين، على فيه
 
لأعانق بالمحراب الكلمة
 
وأعانق أمي، والإنسانية، في الكلمة
© 2024 - موقع الشعر