أشياء صغيرة...+ فينيس...= العمر - علي صدقي عبدالقادر

عشية
 
وقرعة ناقوس دير قديم
 
وسرب حمام
 
و(قندول) (فينيس) بين الأزقة يحلم
 
ويجري، يدغدغ بالماء خد جميع البيوت
 
ومجدافه يعصر الأغنيات
 
لنافذة نصف مفتوحة، تشرب الأغنيات
 
وملاحه ينحني تحت كل جسور المدينة
 
وفانوس (قندوله) يجرح الخلوة الهامسة
 
ووهم مراود كحل الصبايا
 
تساوي العمر!!!
 
تساوي الحياة!!!
 
* * *
 
ورنة قيثارة تحت ضوء القمر
 
ووشوشة في الظلام
 
وقرط به عطش لشؤون، لأشياء حلوة
 
ونحر يعض، يعض الحياة
 
وسرب من السائحات سراويلهن قصيرة
 
بألوانها الصارخة
 
جلسن على عتبات الجسور
 
عشقن المحال
 
يلكن الغاني الرخيصة
 
يراقصن كل الذي مر عبر الطريق
 
تساوي العمر!!!
 
تساوي الحياة!!!
 
* * *
 
ونافورة بالمدينة!!!
 
بحلم، بريح، بأشواقها تغتسل
 
ومزلاج قلعة عهد قديم يبوح
 
بقصة قلب، لذات سوار قضت ذات ليلة
 
على صوته ألف وجه يطل
 
خلال دخان مباخر صندل
 
بأبهائه أمس كانت تفوح
 
وتمثال ساحة
 
يفرك عينيه في كل ليلة
 
قبيل السحر
 
وفي غفلة من عيون البشر
 
تمنى لأجفانه الباردات الكرى
 
تساوي العمر!!!
 
تساوي الحياة!!!
 
* * *
 
ووقع خطى من بعيد بليل!!!
 
بمنعرجات المدينة
 
وأوراق ضوء لفانوس ذاك الطريق
 
تبطن تلك الخطى، تلونها بالعقيق
 
وآهة حلى رقيق
 
كأنفاس زهرة
 
ورنة ضحكات ليل كسلة نجم تناثر
 
كخيط لقوس قزح
 
وخصلة شعر بها تستحم الحياة
 
ويبني عليها العمر
 
تساوي العمر!!!
 
تساوي الحياة!!!
 
* * *
 
وفلقة خوخ وراء الستائر!!!
 
وأعين مرآة غرفة نوم، تحدق فجأة
 
وقطرة عطر بها حبست رغبة جائعة
 
تذيب الثلوج
 
وأوجه غادات ذاك الزقاق
 
تطل من النافذات
 
ليلقطن إيماءة من بعيد
 
يضفن بها لمعة للعيون
 
وللصدر شهقة
 
ليجمعن أزهار شمس الغروب
 
يعالجن أزرار ثوب بإبرة
 
ويفتحن عروته في كسل
 
ويروين كل حكايتهن الصغيرة
 
إلى كل جارة
 
تساند بالكف رأساً كأرجوحة الأمنيات
 
تعيش حكايتهن: برعشاتها، بأبعادها
 
تساوي العمر!!!
 
تساوي الحياة!!!
 
* * *
 
وأطيار بحر (بسان مارك) تلقط حب الغناء!!!
 
وبرج لقصر قديم، أفاق ليغسل بالبحر ظله
 
ليسرق من جعبة الدهر، بعض القرون
 
تضاف لعمره
 
وجمع من العازفين بليل، يجوب المدينة
 
يطوف (بكبرى التنهد)
 
يغني لأستار شرفه
 
لبوح وسادة
 
لضوء ضعيف وراء الزجاج
 
لعين بها بركة من فصوص الدوالي
 
بلون البنفسج
 
تساوي العمر!!!
 
تساوي الحياة!!!
© 2024 - موقع الشعر