الشـاعر والسـجان - علي صدقي عبدالقادر

رفع الكلمات على الأبعاد
 
أزهاراً، وفراشات
 
مفاتيح المدن المقفولة
 
وسنابل قمح
 
مطراً يغسل بقعات الدم
 
* * *
 
اسمك يا (ناظم حكمت)
 
حفظته حتى حلقات الأبواب
 
وأقواس أزقتنا الشعبية
 
شعرك لون في بلدي التفاح
 
وفصوص التوت
 
كم سهرت أحلام الأطفال على بوابة سجنك
 
تأكل أقفال الزنزانة
 
لترفرف حولك
 
وتحيل السجن مدينة حب كبرى
 
لتذيب الأسوار (باستانبول)
 
وتحيل السجان إلى قشة
 
في عين الريح الرمداء
 
* * *
 
من أجلك، من أجل جبين (محمد)
 
من أجل حبيبك
 
تهتز أراجيح الأطفال
 
يثمر ظل الزيتون
 
ويعود الطير لنا في كل ربيع
 
* * *
 
وفي ذات صباح
 
لم يقو السجان على فتح جفونه
 
فالشمس بباب السجن رغيف أحمر
 
وانفتحت أقفال الزنزانة
 
وابتسمت شرفات (استانبول)
 
وأطلت فتيات ينشرن غسيل الصابون
 
حيين الشاعر بأنامل مبتلة
 
بمياه غسيل الصابون
 
والشاعر يحمل زاداً، قبضة رمل
 
من بيت شهد ولادته منذ زمان
 
وعذابات الحرف الحر
 
وبعروة سترته وردة
 
وبعينيه، اليمنى بسمة
 
وبأهداب اليسرى دمعة
 
للعمال المصطفين على الميناء
 
وهو يسير إلى منفاه
 
يلتقطون دموع الشاعر
 
كي يهدوها للزوجات، عقود لآلئ
 
* * *
 
من لم يعرفك؟؟؟ يقلا أنا ذا
 
في (آسيا) في (أفريقيا) في (أمريكا اللاتينية)
 
من لم يعرف (ناظم) يجهل نفسه
 
يجهل قرص الخبز وملحه
 
يجهل حتى الحب، ووجه بلاده
 
من يجهل (ناظم)؟؟؟ غير السجان
 
سجانك (يا تركيا) الأحمق
 
صلوا من أجل السجان الأحمق
 
فالشاعر يرقد بالمنفى في قبره
 
لا يكره أحداً، حتى السجان
 
سجان الوطن المسكين
© 2024 - موقع الشعر