كـــان - علي صدقي عبدالقادر

على قبرك
 
زرعت ثلاث حبات، على قبرك
 
من القمح
 
وحبة دمعة زرقاء، مصلوبة
 
ليلقى الطير إما جاء جوعانا
 
وعطشاناً
 
على قبرك، جنات، وشطئانا
 
ليسمعك الحكايات، التي في فم أحبابك
 
تردد في ليالي الصيف منقوصة
 
لأنك لم تتممها، فظلت بعد منقوصة
 
وراحت أعين حمراء، دوماً، ترتجي عودك
 
وترقب في ليالي الصيف، همساً من حكاياتك
 
وخيطاً من كتاباتك
 
ويمضي الصيف، بل والعمر، ليلة ليلة
 
ولن ترجع
 
وتفتح كل أبواب المدينة، من أجلك
 
طوال الليل، من أجلك
 
عساك تعود، في نسمة
 
في نجمة
 
مع الصيف الذي يأتي
 
مع البدر الذي يولد
 
فتخضر الشبابيك، التي يبست
 
ولكن أنت، لن ترجع
 
لأن آلهة البحر التي تسبح، عريانة
 
ربطت بشعرها قدرك
 
رأيت بعينيها، دربك
 
صببت بقرطها، الماضي الذي ولى
 
وعبر جزائر المرجان، خلف شواطئ الدنيا
 
وجدت خلالها، عمرك
 
تركت هناك مجدافك
 
طويت قلاعك المطلول، حيث نهاية الدنيا
 
على طرف الحياة، الأبعد، القاصي
 
وعند نهاية الدنيا
 
هنالك تنتهي الرحلة
 
هنالك وأجد نفسك
 
أيا عبد السلام هنالك تنتهي الرحلة
© 2024 - موقع الشعر