صوت من زنزانة رقم 1 - علي الشرقاوي

آخر الليل ،
 
يأتيني صوتك في ثياب التنكر،
 
من فتحة الباب يهمس في الحجر الهش،
 
يوقظ اسمي من الزمهرير المبلط بالجثث النيئة
 
أتنفس ، تسحب أنفي دماء الولادة ،
 
أصرخ ... يسكتني الصوت ،
 
ينخش بيني وبين اللغات البدائية السخط ،
 
( متنا ونحن نوقّع في صفحات العرائض ، هل من بديل ؟)
 
آخر الليل ،
 
أنزع أذني من الرأس بوابة للتساؤل ،
 
أغزو قرى النوم ، أفتح قلبي على طفلة تفرش العيد،
 
ترسل ضحكتها للجهات الصديقة
 
( أوزع خبزي عليكم
 
أوزع نفسي
 
أوزع ...)
 
آخر الليل ،
 
كالصلوات المحاطة بالخوف واقفة خارج الباب ،
 
يبكي على صدرك النحل ،
 
لا تمسحي الدمع ،
 
هذا دم العشق .. هذا دمي
 
واقف بين عصر وآخر ،
 
يسقي التذمر ، هل سنسمي التذمر طفلاً ؟
 
ونار الشوارع تفاحة والدماء
 
سماء لها نكهة الرعشة الأولية
 
خارج الباب واقفة ،
 
انزعي القفل ،
 
هل انت خائفة من عِصيّ البوليس ؟
 
أري الباب ، نحن الغريبان هنا
 
لحمك بيع ، ولحمي يعلب في غرف السجن
 
( قيل : يُصدّرُ على متن طائرة شددت بالحراسة
 
قيل : ان المذابح آتية
 
والسياسة لعب على الحبل )
 
اكسري الباب ، نحن الغريبان هنا
 
استلبنا ،
 
وفي طرف النار ، قد استبد بنا الشوق ،
 
هل نلتقي في الموانئ ،
 
أو في المصانع ( عادة نلتقي في السجون )
 
اكسري الباب ،
 
مدي يديك الى جسدي ،
 
اخلعيني من القبر والخوف والإغتراب
 
ادخلي من فمي ،
 
من مسافات جلدي ،
 
من الفجوات التي حفرت بالأظافر .
© 2024 - موقع الشعر