تصريح علني - علي الشرقاوي

تسافر بين تجاعيد وجهك قافلة الموت
 
تكتشف اللذة موطنها - غاية الدم
 
بوابة صار صوتك
 
هل كان معزوفة الورد ؟
 
( كان فصول شتاء وكان حقول مجاعة )
 
تسافر . يعرق في وجهك القيظ ،
 
يطلع نسغ الترقب من زهرة الملح ،
 
فهل خطواتك رعد وماء ؟
 
السماء
 
لها ألف درب ، ودربك أنت الوحيد
 
سلطانْ ..
 
أعرف أنك تبحث في سعف الكوخ
 
عن كتب خبئت منذ عام
 
 
 
وأعرف انك تبحث في زرقة البحر
 
... عن جزر لن تراها
 
وتبحث ...
 
( في البحث ظل مذاق الغرابة موتاً
 
وظل اشتهاء )
 
سلطان . أعرف انك عشت احتجاج
 
يتابعك المخبرون
 
لأنك متهم بالتوحد بالفقراء
 
ومتهم بتعاطي الحضور
 
( البلاد التي تتحول فيها الزوايا
 
مخافر للقتل . ليست بلادي )
 
تطالب بالخبز
 
يتابعك المخبرون
 
وتكتب عنك التقارير :
 
( كان يحرض ضد الخلافة
 
يغوي القبور الى اللعب بالبندقية)
 
وحين تطالب أن تتنفس بعض الهواء
 
يهاجمك القصر ، يعتقل العشب والزهر والماء
 
يفرض منع التجول ( هل يمنعون السؤال؟)
 
سلطان ... أعرفك الآن اكثر
 
فالسجن بيتك ، والنفي خيط قميصكَ
 
والموت رائحة تتنفسها كل يوم .
 
تشذ . تقول الكلام الذي منعوا نشره في الجريدة
 
تعيد حديث النبي الذي قاله
 
في الصلاة الجديدة
 
ليست بلادك هذي التي قتلت أهلها
 
وليست بلادك هذي التي توقف القادمين
 
ولكنها لن تكون على الأرض إلا بلادك
 
في الحزن والعيد تبقى بلادك
 
في الصحو والنوم تبقى بلادك
 
في كل شئ بلادك
 
أنت بلادك
 
سلطان .. اعرفك الآن اكثر،
 
أعرف أنك عشت بسيطا
 
كعمال هذا الخليج المبقع بالدم والياسمين
 
كنخل بلادي ، كأحزانها يوم عيد
 
وحين يردد اسم الحبيبة في جلسات المساء
 
تصلي .. وتكتم حبك ،
 
تحمله أرخبيلاً من الوجد
 
( حين تصيرين أنت دمي أستحيل أنا ساعديك)
 
وترقص كالطفل في لحظة الحزن ،
 
ترقص في الحقد ، تضحك . تضحك حتى البكاء
 
وتضحك .. تضحك حتى الدماء
 
ماعرفتك الجرائد ،
 
تكتب حبك في قسمات الجدار
 
وتنقش في رئتيك قصائد ،
 
تحلمُ ( لو أجمع النار أسكنها في أيادي الملايين ،
 
لو أجعل القيد خاتم عرس اليك)
 
وتسقط أنت ،
 
مؤخرة الرأس تنزف بالدم
 
هل يتصاعد في الأرض والنار
 
تصرخ .. رؤياك تخطو المسافة
 
تمتد .. تمتد .. تمتد
 
هل في خلاياك ينمو انفجار ؟
 
أعرف أنك قاومت موتك
 
بصمت بكل الأصابع : ( اتهم الانهيار )
 
وتسقط أنت قتيلا ،
 
وبعدك يسقط في كل يوم قتيل
 
سلطان
 
أعرف أن الذين يريدون قتلك لم يستطيعوا
 
فما كنت وحدك ،
 
كل الخوارج بين عروقك والجلد طافوا
 
يدقون نعش الخلافة
 
أعرف أن الذين هنا قتلوك
 
يطوفون في السوق.
 
سلطان
 
أعرفك الآن اكثر
 
أعرف أنك اكبر من أن تموت
 
فأنت خلقت سؤالاً
 
هل يقتلون السؤال ؟
© 2024 - موقع الشعر