من الكويت إلى بلودان - عبد العزيز سعود البابطين

يقرأُ العُشّاقُ شِعري
فيه نَوحي وعذابي

فيُميلُ القلبَ أنّي
لمْ أبُحْ الاّ بِما بي

يا ليالي الدَّهرِ وافَتْ
ليلةُ العمرِ بِبابي

ليلةٌ فيها التَقَينا
في انتِشاءٍ واضطِرابِ

بعدَ أنْ هبَّتْ علينا
ريحُ نأيٍ واغترابِ

فتباعَدْنا سنيناً
هي عَشْرٌ من شبابي

غيرَ أني بَعدَ بغيِ الدْ
دَهْرِ في وَهْمِ السّرابِ

يَخمُدُ الإحساسُ في قَلْ
بي كإخفاقِ الشِّهابِ

لم تَعُدْ نفسيَ تَشقى
بفِراقٍ أو عذابِ

فلقد ضلَّتْ هُمومي
بين سُحْبٍ وضبابِ

إيهِ يا قلبُ تَجلّدْ
واسقِني مُرَّ الشّرابِ

غابَ عني جوهَرُ الحبْ
بِ فما قِشْرُ اللُّباب؟

أتُرى قلبيَ غنّى
كعصافيرَ بِغابِ

هَدَّها الشَّوقُ حَنيناً
لرفاقٍ في الرَّوابي

يا سنينَ العُمرِ مهلاً
فكلانا في احتِرابِ

لا تَحُثّي الخطوَ وَثْباً
لوِهادٍ وهِضابِ

إنّ أيامي تَقضَّتْ
في شَتاتٍ وانتِهابِ

لم أعُدْ أُسكِتُ فيها
صَرَخاتٍ كالذِّئابِ

قد كفاني اليومَ فيها
ذكرياتٌ كالرِّضابِ

يا زماناً قد تَولّى
باشتياقٍ واكتِئابِ

هل أُرجِّي منكَ وَصْلاً
بعدَ نأْيٍ واجتِنابِ ؟

يا زمانَ الصَّفوِ آبتْ
صبوَتي بعدَ الغِيابِ

© 2024 - موقع الشعر