وســــط العــُــباب - عبد العزيز سعود البابطين

سلي ليلي ليُبلِغَكم عذابي
ولوعةَ مُهجتي بعدَ الغيابِ

لقد جلَدَتْ سياطُ الهمِّ قلبي
ومُزّقَ بين أظفارٍ وناب

وتعصِفُ بالفؤادِ رياحُ هَجْرٍ
فيبلُغُ عصفُها لُبَّ اللُّبابِ

وتجتاحُ الظُّنونُ مَدى خيالي
فتُلقيني بوهمٍ كالسَّرابِ

كأنَّ الهجرَ لم يُخلَقْ لِغَيري
وغُولَ البَيْنِ سُكناه بِبابي

وأنَّ وِصالَنا انقطَعَتْ عُراهُ
فتاهَ كزورقٍ وَسْطَ العُبابِ

سلي عمري الذي قد طاف سَعياً
يفتِّشُ في الخبايا عن كِتابِ

يُصوِّرُ عاشقاً صَبّاً وَلُوعاً
تَلقّى في الصَّبابة مِثلَ ما بي

وأشعاراً يردِّدها جَزُوعٌ
تُماثلُ ما أُردِّد في انتحابِ

تُصوِّرُ لَوعتي فكراً وحِسّاً
وآهاتي ونَوحي واكتئابي

فلا أجدُ الكِتاب بِسعي عُمْري
وأرضى مِ الغنيمةِ بالإيابِ

© 2024 - موقع الشعر