الومضُ الحارق - عبد العزيز سعود البابطين

فاضَ قلبي بالتِياعي والجَوى
وبَرى جسميَ شَوقي والنّوى

وتذكَّرتُ سُوَيْعاتٍ مَضَتْ
هاجَني الوجدُ إليها والهَوى

هاجسٌ أقلَقَني يرجو اللِّقا
ورجائي بَينَ جنبيَّ انزوى

يا وميضاً كان قلبي يرتجي
قبساً منكَ لقلبي فاكتَوى

هادِنِ القلبَ فما روّعَهُ
طولُ بُعدٍ أو زمانٌ قد عَوى

أو سنونٌ أبعدَتْنا فنَأَتْ
يا لَهُ البَينُ ثقيلاً إذ ثَوى

أو وُلُوعٌ بالحَشا أنهكني
خِلتُهُ دائي وقد عزَّ الدّوا

أو وِصالٌ قُطِّعتْ أَوْصَالُهُ
كان يَزهو في خيالي فانطَوى

أو حنينٌ للَّتي أفدي لَها
ما ثوى في الكونِ أو ما قد حَوى

أو حريقٌ مُوجِعٌ في كَبِدي
ويحَ قلبي بِلَظاها ما ارعَوى

إنّما القلبُ الذي روّعَهُ
أَنْ يرى الومضَ شريكاً إذ كَوَى

يا وميضاً أملي تحمِلُهُ
كُنْ بشيري إنَّ حزني قد هَوى

كن بشيري إنَّ أيامَ الصِّبا
عانقتْ وَصلي وسَعدي ما خَوى

© 2024 - موقع الشعر