ســأســلو - عبد العزيز سعود البابطين

تُريدينني أسلو؟ سأسلو فلا غَدٌ
يُذكِّرُني أمسي ويُرهقُ خاطري

سئمتُ سُهاداً ألهَبَ الجَفْنَ شجوُهُ
وأنهَكَ منِّي القلبَ وانفضَّ سامري

مَللتُ وِداداً خِلتُ فيهِ حُشاشتي
مِنَ الألمِ المُضني بمَوْقِدِ ثائرِ

ثلاثون عاماً مُذْ عشِقتُكِ والهنا
يُجافي وجودي والتباعُدُ قاهري

رحِمتُ فؤادي وَهْو يشكو تَوجُّداً
على فننِ الذِّكرى بِحيرةِ طائرِ

لياليَّ قد آنَ انطلاقٌ من الأَسى
فكُوني بأُفْقِ الأُنْسِ نجمَةَ حائرِ

فلا ساهراً أبقى فَقيدَ بَشاشةٍ
ولا الطّيفُ يُغنيني بروعةِ زائرِ

ولا مهجَتي ترعى بها نارُ حُرقةٍ
فتجأرُ تشكو الظُّلمَ في حُبّ جائرِ

سأسلو ويخلو القلبُ من ألمِ الجوى
وأنسى هوىً عشناهُ لمحاً بغابرِ

وتبكين ذاك اليومَ يومَ فِراقِنا
فيلتهِبُ الجفنانِ من شوكِ ساهرِ

تَعدِّين في أُفْقِ السماءِ نجومَها
لتسألَ عيناكِ صبابةَ شاعرِ

أبى الطَّيفُ منّي أن يُطيعَكِ زائراً
برغم التنادي وانثيالِ المشاعرِ

وضاعَ هوانا في دروب زمانِنا
وقد أُخرِسَتْ منّي أغاريدُ طائري

© 2024 - موقع الشعر