بـــدرُ اللـّــــيل - عبد العزيز سعود البابطين

يا بدرَ اللّيلِ متى يُوفي
محبوبُ القلبِ وأُسعِدُهُ

ومتى يا بدرُ تدغدغُهُ
ذِكَرُ الأيامِ وتُرشِدُهُ

يا ويحي ضاعَ ووا أسفي
محبوبُ الأمسِ وموعِدُهُ

قد نَفِدَ الصَّبرُ فلا أمَلٌ
أنْ يحمي القلبَ تجلُّدُهُ

أخشى تنهارُ صلابَتُهُ
ويُذيبُ العزمَ تردُّدُهُ

يا لَيلَ البدرِ أتُوصِلُهُ
بَحْرَ الأشواقِ وتُورِدُهُ

وَهْو الظمآنُ لذي مَرَحٍ
بظلالِ الدّارةِ مَقعَدُهُ

إن ظَلَّ البُعدُ يؤرِّقني
فحبيبي أُرِّقَ مَرقَدُهُ

وحبيبي أدنَفَهُ بيْنٌ
يسري بالجرحِ فيُوقِدُهُ

وفؤادي من سيرقُّ لهُ
وضِرامُ العِشقِ يُهدهِدُهُ

ونعيمُ الحبِّ يعاوِدُهُ
وكتابُ العِشقِ يُخلّدُهُ

يا عِشقاً هدّمَهُ بيْنٌ
قد كان الوصلُ يُشَيِّدُهُ

ومُحِبّاً أسقَمَهُ سُهْدٌ
يحكي الأحزانَ تَنهُّدُهُ

وكلانا أنهَكَهُ نأيٌ
قد ضلَّ طريقاً مُرْشِدُهُ

© 2024 - موقع الشعر