تبــــاريــح - عبد العزيز سعود البابطين

إنّ ما بي من تباريحِ الهوى
يُلهِمُ الخنساءَ آياتِ الحَزَنْ

ونُفاثاتِ قصيدٍ قد حَكى
حسرةَ الشَّوقِ وقوفاً بالدِّمنْ

وجميلاً وَهْو صادٍ يكتوي
أشعَلَتْ أشواقُهُ نارَ المحنْ

عُذرةٌ بالطُّهرِ في عشَّاقِها
تزدَهي بالفخرِ في طولِ الزمنْ

بجميلٍ وبُثينٍ والهوى
وبِشِعرٍ يتغنّى بالأَغَنْ

أينَ قيسٌ وجنونٌ مَسّهُ
ومُحِبٌّ تَبِع المجنونَ جُنْ

ولهيبٌ في حريقٍ جمرُهُ
أحرقَ المحسنَ في عِشقِ الحَسِنْ

وأنينُ الخالِ قد أوجَعَهُ
بُعدُ ميٍّ بين طلحَه والحَسَنْ

لو جمعناها أحاسيساً فما
عدَلَتْ حِسّاً بروحي مُرتَهَنْ

يتلوّى من سنينٍ يبتغي
أن يرى البدرَ مُشِعّاً بالدَّجَنْ

بليالٍ عشتُها ذقتُ بها
مُرَّ عيشٍ أزدريه أو كَمَنْ

يتبَعُ الطَّيفَ ويجري خلفَهُ
فيراه بسرابٍ قَد كَمَنْ

لستُ أرجو عَوْدَها فهي التي
قلَبَتْ لي يومَها ظَهْرَ المِجَنْ

يا ليالي الوصلِ عُودي فلَقَد
مَلَّ صبري وفؤادي سيُجَنْ

© 2024 - موقع الشعر