وغابــت أنــجُمُ - عبد العزيز سعود البابطين

هجَعَ الكلُّ ونامَ النُّوَّمُ
وصحا القلبُ وغابتْ أنجمُ

وسرى ليلي يُجافيه الكَرى
في عُروقي فغزاها السَّقَمُ

أيّهذا عاذلي لا تستَزِدْ
فلقد زادَ وعمَّ الألمُ

قد سهرتُ اللَّيلَ يكويني الأسى
ونهاري قد طواهُ السأمُ

يا عذولي لا تكنْ بي شامتاً
خابَ مسعاكَ وخابَ المغنمُ

لن يكفَّ النبضُ عن قلبي هوىً
وحصادُ العذلِ منكَ النَّدمُ

ما تراكَ العينُ من فَرْطِ القِلى
وبأُذْني من نِداكَ الصَّممُ

كُفَّ عنّي ما لهذا وأنا
فلقد آذى فؤادي اللُّوّمُ

وَدَعُوني في حنايا صَبْوتي
حائماً فالعِشقُ فيه الحُوَّمُ

وحبيبي لستُ أرضى منزلاً
لِهواهُ غيرَ قلبٍ يُنعِمُ

هو في عينيَّ طيفٌ شاخصٌ
وبأُذْنيَّ حديثٌ يُكتَمُ

وهواهُ ملءُ روحي حاكمٌ
وعلى سرِّ وجودي قَيِّمُ

إلفَ روحي يا زماناً قد مضى
ذكرُهُ الحاني لجرحي بَلْسمُ

أيُّ عهدٍ ذاك من عُمْري انقضى
يُطربُ القلبَ وروحي النَّغَمُ

ما تراني بعدَ بينٍ حائراً
وبدا غيري لدربي يرسُمُ

ساهِرَ اللَّيلِ وشِعري والسُّها
ليتَ حبّي عن سُهادي يعلَمُ

أتُراهُ يسهرُ اللَّيلَ معي
ورُؤاهُ طيفُ حبٍّ مُغْرَمُ

أم خَلِيَّ البالِ ناغاه الكرى
وصحا قلبي وغابَتْ أنجُمُ

© 2024 - موقع الشعر