صمـــــود - عبد العزيز سعود البابطين

عشقتُكِ غِرّاً ثم شابَتْ ذُؤابتي
وما زلتُ أصبو للمزيد من الحبِّ

وما زلت أُكوى بالحنينِ إليكُمُ
وما زال يشكوني المسيرُ إلى الصَّحبِ

فقد ملّ منّي السيرُ والدَّربُ ملّني
كما كلّتِ الأقدامُ مشياً على الدَّربِ

تقولين لي: لا سكَّنَ اللهُ خافقاً
وَفِيّاً سخيّاً مُفْعَمَ الودِّ للصبِّ

نسيتِ!... ولم أنسَ الصبابةَ والهوى
وذكرى وصالٍ آسرِ الروحِ واللُّبِّ

نسيتِ ولم أنسَ اشتياقي إليكمُ
وحُرقَةَ أحشائي وذَودي عن الشُّرْبِ

وقَلبي إذا ما اجتاحَهُ البعدُ والنَّوى
وصار على أعتاب هولٍ من الغيبِ

أنادي بأعلى الصَّوتِ : ضاقَت جوانحي
بقلبٍ براهُ الشَّوقُ من غير ما ذَنْبِ

وما ذنبُهُ إلاّ الثباتُ لحبِّكُم
برغم التَّنائي وَهْوَ داعٍ إلى الخَطْبِ

صَمودٌ عنيدٌ يقهرُ اللَّيلَ والكرى
وَفِيٌّ يُجافي اللَّومَ صبراً على الكربِ

ستذكُرُه الدنيا خلوداً بحبِّهِ
ورمزاً لدى العُشّاقِ في صورةِ القلبِ

ويبقى على عهدِ المحبّةِ نابضاً
يُردِّد : أصبو للمزيدِ من الحبِّ

© 2024 - موقع الشعر