رنـــينُ السّحــــر - عبد العزيز سعود البابطين

بعفَّةِ عُذْريٍّ وطُهرِ بُثَيْنَةٍ
وإخلاصِ قيسٍ ذائعِ الشِّعرِ والحبِّ

ولوعةِ خالي ابنِ لعبونَ راثياً
لميٍّ غداةَ البينِ حلَّ بيثربِ

وشوقٍ لعُشّاقٍ مَضَوا مُذْ كُثيِّرٍ
إلى يومنا ذاقوا الفِراقَ بلا ذنبِ

قضينا سنينَ الحبِّ نقطُفُ زهرَهُ
كنحلِ ورودِ الروضِ بالورد تَختبي

رفيقَةُ دربي أبيضُ الذّيلِ ثوبُها
وأذكُرُها حُسناً يشعُّ ككوكَبِ

فراشَةُ صُبحٍ يعتلي الزَّهرَ عرشُها
كذا وصَفَتْها نسمةُ الحبِّ عن قُرْبِ

وهيهاتَ أنسى ضحكةً هزّ سحرُها
مَكامنَ أوتارِ الغرامِ من اللُّبِّ

فظلَّ رنينُ السِّحرِ يُؤنسُ وَحدتي
وظلَّتْ بذاك السحرِ آمالُنا تُنبي

تمتَّعتُ أُصغي تارةً لعتابِها
وأخرى لشكواها المسيرَ على الدربِ

وطوراً تراني أُسمِعُ الكونَ فرحَتي
ورابعةً أشكو الوفاءَ إلى الرَّبِّ

فقد أتعبَ القلبَ الوفاءُ لحبّها
وما من فكاكٍ للوفاءِ من القلبِ

وقد أرهَقَ السَّيرُ الطويلُ زمانَنا
فملَّ هوانا في اضطرابٍ من الخطبِ

وهيهاتَ أنْ أنسى الزمانَ الذي انقضى
بأنغامِهِ السَّكرى يُخلَّدُ بالغَيْبِ

ندامايَ ما أحلى البشيرَ إذا غدا
بآتيةِ الأيَّامِ تحنو على الصَّبِّ

فقد ملّ صبري والمشوقُ إلى الهوى
يَحنُّ لأيامِ الوصالِ بِلا عَتْبِ

ندامايَ عفواً قد رحمتُ عناءَكُم
بصُحبةِ صبٍّ ذاكرٍ مُسْهَدِ الجَنْبِ

مَشوقٍ إلى الرؤيا وَفِيٍّ على المدى
نقيٍّ من الغدرِ المصاحب لِلحُبِّ

ويبقى فؤادي طولَ دهريَ عاشقاً
بإخلاصِ قيسٍ ذائعِ الشِّعرِ والحبِّ

© 2024 - موقع الشعر