والهَوى ثالِثُنا - عبد العزيز سعود البابطين

جادَكَ الغيثُ حبيبي إذ هَمَى
وسَقَى الغيثُ مَراعي المُقَلِ

يومَ كنّا والهَوى ثالِثُنا
قد صفا مَشْرَبُنا من مَنهلِ

وفَراشاتٌ زهَتْ ألوانُها
زَفَّتِ الحُبَّ بفجرٍ مَخمَلي

وزهورُ الرَّوضِ يَندى ثَغرُها
بابتساماتِ سُرورٍ مُذهِلِ

وعطورُ الوردِ فاحَت تكتسي
روضَتي منها بأحلى الحُلَلِ

وطيورٌ حائماتٌ زغرَدَتْ
بأهازيجَ كلَحنٍ ثَمِلِ

وابتساماتُ الهَوى قد أينعتْ
فشَفَتْ بالنَّفسِ سَقْمَ العِللِ

يا ربيعًا مرَّ بي أذكُرُهُ
في فؤادي رسمُهُ لا يَنجلي

هاجَني الشَّوقُ نُهَيْرًا يَحتَوي
سنواتِ العُمرِ يَسقي أملي

يا زماناً قد تعفّى وانقضى
جادَكَ الغيثُ بشَهْدِ العَسَلِ

© 2024 - موقع الشعر