وتَمضي السِّنون - عبد العزيز سعود البابطين

يا ربَّةَ الشِّعرِ والأطيافِ زُوريني
فقد سَئِمتُ ندائي: يا رُؤى زُوري

تمضي السِّنونَ ثقيلاتٍ كأنَّ بِها
سلاسلاً رُبطَتْ من عهدِ سابورِ

تمضي السِّنونَ فلا طعمٌ ألَذُّ بِهِ
وسامِرُ الحيِّ تُبكيهِ مَزامِيري

سَلوا القوافي فقدْ أرقصتُها طرَباً
وخِلتُها رقَصَتْ جَذلى لمقهورِ

يا أيُّها الدهرُ والأيامُ قاتِلتي
أمَا عطَفتَ على وَلهى ومأسورِ

للّهِ دَرُّهُما ... قلبانِ ما وَهَنا
رغمَ السِّنينِ وويلاتِ النَّوى العُورِ

يا ربَّةَ الشعرِ والإلهامِ يا أمَلي
طُوفي بفِكريَ يا نجماً بِدَيجُوري

قد ضِقتُ ذَرْعاً بِناسي والحياةِ وما
حولَ الحياةِ لجُرحٍ فوقَ مَقدُوري

أمضي وتبقى عهودٌ ذقتُ لذَّتها
ما ينقَضي وصفُ منظومٍ ومَنثورِ

يا أنجمَ اللَّيلِ هل شاهدتُمُ دَنِفاً
مثلي طواهُ الأسى طيّاً كَمَسحُور

يا أنجمَ الليلِ هل نادمتُمُ قمراً
مثلَ الحبيبِ الذي يهوى تعابيري

تقولُ لي والأسى يمحو تَبسُّمَها:
ما أبدعَ الشِّعرَ إحساساً بتَعبيرِ

أمّا أنا فشُعوري حينَ أذكُركُم
يقولُ للنَّار في أعماقِها غُوري

© 2024 - موقع الشعر