أيّامُ الوِصال - عبد العزيز سعود البابطين

كأنَّ فؤادي وَهْو ظمآنُ يَرتجي
وِصالاً من الأحبابِ ولّتْ مَرابِعُهْ

ولُقيا يطوفُ القلبُ ولهَانَ حَولها
فتنقَضُّ من فَرْطِ الحنينِ مَضاجِعُهْ

ونجوى كتغريدِ الطُّيورِ حسِبتُها
لقلبي شِفاءً لن تَجِفَّ منابِعُهْ

ولكنَّ نجواها تَقادَمَ عهدُها
فأمسَتْ كتِمثالٍ تَداعتْ روائعُهْ

كأنَّ فؤادي طِفلُ ريمٍ وقَد غدا
وحيدًا من الخِلاّن ضاقَتْ ذرائِعُهْ

ألا ليتَ شِعري هل تعودَنّ ليلَةٌ
ثمِلْنا بها وصلاً ووُدّاً نُشايِعُهْ ؟

شربنا كؤوسَ الحبِّ ريّانةَ المنى
فغنّى نديمُ الليلِ شوقاً يُنازعه

خليلَيَّ لن أنسى على الدهرِ وُدَّهَا
وجُرحَ فؤادٍ أحزَنتْها مَواجِعُهْ

ولا نأيَ من هامَ الفؤادُ بحُبِّها
وهاجَتْ بِذكراها حنيناً مدامِعُهْ

سقى اللّهُ أيّامَ الوِصالِ بِمُزنَةٍ
هَطولٍ فَتَحيا بعدَ جدبٍ مراتِعُهْ

فتُزهِرُ نُوّاراً وتُنبِتُ بُرعُماً
وتُحْيي لنا حبّاً أُبيدَتْ مَواضِعُهْ

وننسى عذولاً أنهكَ الودُّ سَعيَهُ
ونُبعِدُ شيطاناً غَزَتْنا نَوازِعُهْ

ويجلو كِلانا هَمَّ دَهرٍ فقدْ دَنا
سُرورٌ فقدناهُ فبانَتْ طلائِعُهْ

© 2024 - موقع الشعر