اذكريني - عبد العزيز سعود البابطين

اذكريني كلَّما حنَّ الفؤادْ
وبَدَتْ بالأفقِ ذكرايَ تَطوفْ

وإذا ما أتعَبَ القلبَ البِعادْ
وتوارى قَمَري عندَ الخُسوفْ

اذكريني
اذكُريني عندما تبدو الغُيومْ

في سمائي وبها الطَّائرُ غرّدْ
لِيُناجي خِلَّهُ فوقَ النّجومْ

مُستَثاراً هائماً للحبِّ أنشَدْ
اذكريني

اذكُريني كلَّما هبَّتْ صَبا
وسَرَتْ في ركبِها رُوحي تَطيرْ

لِمغَانٍ حيثُ حُبّي والصِّبا
قد قضينا وَطَراً منهُ يَسير ْ

اذكريني
اذكُريني كلَّما الطيرُ شَدا

نائِحاً يبكي حَبيباً فقَدَهْ
وإذا ما لامَسَ الوردَ النَّدى

فجرَ يومٍ ناعسٍ يبغي غَدَهْ
اذكريني

اذكُريني كلَّما الوردُ تَفتَّحْ
برياضٍ كلُّ ما فيها جَميلْ

وإذا ما عِطرُهُ يسري وينفَحْ
بمكانٍ ضمَّنا عند الأصيلْ

اذكريني
اذكُريني كلَّما جاءَ الرَّبيعْ

ناثراً عطرَ زُهورٍ بالفَضَاءْ
يَجتلي الروّحَ طَهوراً كالرّضيعْ

يتَغنّى بترانيمِ السَّمَاء ْ
اذكريني

اذكُريني كلَّما غنّى طَروبْ
ينفُثُ اللّوعةَ في صَوتٍ حزينْ

ورَنينُ العودِ قد أشجَى القُلُوبْ
فغَدَتْ تبكي على وَقع الرَّنينْ

اذكريني
اذكريني كلَّما ثارَ القَطا

يملأُ الأفقَ صِياحاً ونَحيبْ
يذرعُ الكونَ وقد حثَّ الخُطى

تائِهاً يبحثُ عن مَغنى الحَبيبْ
اذكريني

اذكُريني كلّما الفجرُ تَنفَّسْ
ومُحِبٌّ لم يذقْ طعمَ الرُّقادْ

وإذا ما الليلُ أغفَى حينَ عَسْعَسْ
وجَثَتْ روحُكِ تَسقِيني الوِدَادْ

فاذكريني
اذكُريني كلَّما العمرُ تَصرَّمْ

و (سِنوني) رحَلَتْ خَلفَ السِّنينْ
وشبابي بعدَ عِزٍّ قد تَهدَّمْ

وضياعي بينَ شوقٍ وحَنينْ
اذكريني

اذكريني كلَّما صرتِ وَحيدَهْ
يعصرُ البعدُ فؤاداً مُستَهامْ

وإذا ما شفَّكِ الوجدُ فريدَه
فتعالَي نشرَبُ الدَّمعَ مُدامْ

واذكريني
اذكُريني يا حياتي مُدْنَفا

في هواكِ في صباحٍ ومَساءْ
كلّما أشرَقَ صبحٌ أو غَفا

في ليالي السُّهدِ مِصباحُ السَّماءْ
اذكريني

اذكُريني كلَّما نجوايَ شابَتْ
وقَضى القَلبُ عليلاً يرتجيكْ

وغنائي نغمَةٌ في الكونِ ذابَتْ
وفؤادي يا حَياتي يفتَديكْ

اذكريني
اذكُريني إذْ مدى العُمرِ انقَضَى

وثَوينا بين أسْدافِ اللُّحودْ
اذكُري أنَّ زماناً قد مَضَى

فيهِ رُوحانا إلى الحُبِّ تعودْ
اذكريني

© 2024 - موقع الشعر