حنين - عبد العزيز سعود البابطين

سلْ واديَ الحُبِّ واسألْ وردةً فيهِ
عن اللِّقاءِ الذي لو عادَ يَرويهِ

تَخضرُّ أرضٌ ويزهو في جوانِبهِ
شِيحٌ ويَنمو الخُزامى في روابيهِ

لُقيا تَحدَّثَ عنها النّجُم ردَّدهَا
للقادماتِ من الأيامِ في تِيهِ

ذكَرتُها.. من صميمِ القلبِ أذكُرُها
والحبُّ تأبى يدُ الأزمانِ تَسفيهِ

يا عُودُ دندنْ فقلبي والهٌ دَنِفٌ
يا شوقُ أَقبِلْ فإحساسي يُناجيهِ

سَلْ واديَ الحبِّ يا عوّادُ يُنبِئكُم
أنَّ السُّرورَ تَنادَى في حواشيهِ

فاصدَحْ بلحنِكَ يا عوّادُ مُنتَشياً
ودَعْ لُقانا على الذكرى نُناغيهِ

يومُ اللِّقاءِ الذي قد كانَ يرقبُه
عُشاقُ عُذرةَ في الماضي ونُحييهِ

وفي الزوايا بَقايا من تَنادُمِنا
وفي الدُّروبِ لُحونٌ من أغانيهِ

وفي الخَبايا حطامٌ من تَأوّهِنا
خوفَ الفراقِ وأوجاعُ النَّوى فيهِ

كم ذا وَدِدتُ لِهمسِ الرّوحِ تحفظُهُ
لأستعيدَ صَدى أمسي وأُبقيهِ

سَلْ واديَ الحبِّ عن حبٍّ يُؤَرِّقني
مدى الزمانِ وقلبي تائهُ التّيهِ

حاولتُ إخفاءَهُ لكنّه نَزِقٌ
يَسري إلى سِرِّيَ الخافي فيُفشيهِ

سَقَيتُهُ من رَحيقِ العُمرِ أطيبَهُ
وما سقاني سوى وَهمٍ أُعانيهِ

ألفتُهُ طولَ عمري وهْو يألفُني
هل يشرُدُ الطيرُ عن عُشٍّ يُداريهِ؟

ولا حياةَ لهُ لو لم أكنْ دَنِفاً
ولستُ أحيا وحيداً دونَ ناديهِ

إلفَينِ كُنّا ونَبقى مثلَما خُلِقا
الشّوكُ في الوردِ يُشقيني ويَحميهِ

يا ليتَ وادي الهوى يَروي تعَطّشَنا
إلى اللِّقاء الذي يَشتاقُ يرويهِ

© 2024 - موقع الشعر