منازلكم بعيني - عبد العزيز سعود البابطين

عرفتُكِ قبلَ يعرفُني الغَرامُ
أنا الصَبُّ المعنّى المستهامُ

وطيفُكِ حاضرٌ أبداً بذهني
وفي جَنبَيَّ طابَ لهُ المقامُ

وحُبُّكِ في حنايا القلبِ باقٍ
مدى الأزمانِ يرضعُهُ الوِئامُ

لئِنْ جاد الوفاءُ وعشتُ فيهِ
على مرِّ السنينَ فذا الغرامُ

إذا ذُكِرَ الغرامُ ذُكرتُ فيهِ
فجسمي هدَّهُ -ويحي -السّقامُ

وأذكرُ أنَّني قد عشتُ دهراً
بِقلبكِ حينَ حارَبكِ المنامُ

وفي عينيكِ نمتُ قريرَ عينٍ
عزيزاً -طولَ عُمْرِكِ -لا أُضامُ

فكنتُ إليكِ أقربُ من قريبٍ
ولا بالودِّ يعدلني الأنَامُ

ولا أدري حبيبي إن سلَوتُمْ
أمِ الذِّكرى يغذّيها الضِّرامُ

أمِ الأطيافُ أَزعجها صراعٌ
وطيفي في حَناياكِ يُسامُ

ففي قلبي وفي عيني وروحي
منازِلُكُم بأعلاها تُقامُ

وحبّي طهرُهُ باقٍ لنَبقى
كبُثنَةَ أو جميلٍ لا نُلامُ

فهل بقيَ الودادُ وأنتِ مثلي
أنا الصبُّ المعنّى المستَهامُ ؟

© 2024 - موقع الشعر