سيدة الأسماء - عبدالسلام مصباح

إلى
نخلة مراكش
الشاعرة الطيبة
حبيبة الصوفي
عشقًا
و
فاتحة جنون
 
 
فِي الْحَرْفْ
كَمَا فِي الْقَلْبِ
تَكُونِينَ الْمَلِكَة
وَأَكُونَ أَنَا الْعَبْدُ الْحَامِي لِجَلاَلِك
الشَّاهِي لأَِنَامِلِكِ الْمَسْكُونَةِ بِالْمَاءِ
وَبِالنَّارِ...
وَحِينَ تُغَطِّيكِ
تُوَيْجَاتُ الضَّوْءِ الْوَافِدِ
مِنْ رَعَشَاتِ الأَيَّامِ الْمَفْقُودَةِ
مِنْ كُلِّ مَنَارَاتِ الْعِصْيَانِ
مِنَ الْغَضَبِ الْمُخْضَبِ
بِالْعِشْقِ الْمَجْلُوِّ
وَبِالْخِصْبِ...
وَيَنْصَهِرُ الْغَيْمُ عَلَى صَْدرِكِ
سَوْسَنَتَيْنِ
يَجُودُ الْحُلمُ الْمُدْهِشُ
بِالشِّعْرِ الِمُتَلَفِّعِ
بِالْمَوْجَةِ الأُولَى
تَتَمَاهَى
تَنْثُرُ بَيْنَ يَدَيْكِ
عَنَاقِيدِ الْقَلْبِ
وَأَلْوَانِ الْبَوْحِ الْمُتَوَشِّحِ
بِالْحَرْفِ الظَّامِيءِ
لِلزَّمَنِ الْحُلْوِ
وَلِلنُّورِ...
وَحِينَ أَعُبُّ الْخَمْرَةَ
مِنْ ثَغْرِكِ
حَرْفَينِ :
حَاءٌ
بَاءٌ
تَتَفَتَّحً أَوْرِدَتِي
وَشَرَايِينِي
تَتَفَتَّحُ فِي صَدْرِي آَفَاقٌ
لَمْ تَطْرُقْهَا الْخَفَقَاتُ الْمَذْبُوحَةُ
وَالْخَفَقَاتُ الْمَسْلُولَةُ
وَالْخَفَقَاتُ الْمَأْلُوفَةُ
وَالْخَفَقَاتُ الْمُرَّة
تَتَفَتَّحُ فِي وَهَجِ الْجُرْحِ
أَكَالِيلُ رَمَادِي
يَصْعَدُ مِنْهَا عُصْفُورٌ
فِي لَوْنِ نِدَاءَاتِ الأَرْضِ
وَفِي سُمْكِ الْفَرَحِ الْمُورِقِ
يَحْمِلُ تَحْتَ جَنَاحَيْهِ
نَخِيلَ الْقَلْبِ،
وَفِي عَيْنَيِهِ
تَرَاتِيلَ الْحُبِّ
وَشَوْقَ الْمَوْجِ
وَيَنْطَلِقُ...
يَنْطَلِقُ،
يَنْطَلِقُ وَمْضاً
نَبْضًا...
يَنْزِفُ صَوْتُهُ فَيْضًا
خِصْبًا...
دَاخِلَ أَضْلاَعِ الْفَلَوَاتِ الْمَوْبُوءَةِ
وَالزَّمَنِ الْمُتَخَشِّبِ
يَخْتَرِقُ الضَّوْءَ الْمُتَرَسِّبَ
خَلْفَ سَرَادِيبِ الصَّمْتِ
وَخَلْفَ النَّظَرَاتِ الْمَأْهُولَةِ بِالرِّيحِ
وَبِالْمَوْتِ
وَيَنْطَلِقُ...
يَنْطَلِقُ...
يُطْلِقُ حُنْجُرَةً
تَحْتَضِنُ الْكَوْنَ
وَتُخْصِبُ نِيرَانَ الْعِشْقِ
مُعَمَّدَةً بِجُنُونِ الْحُلمِ
وَيَرْحَلُ
يَرْحَلُ
يَرْحَلُ فِي تِيهِ الْحَاءِ
وَفِي تِيهِ الْبَاءِ
وَفِي الْمُفْرَدَةِ الْعَطْشَانَةِ
لِلتَّوْقِ
وَلِلنّطْقِ
وَفِي الرُّؤْيَا الْمَسْكُونَةِ بِالْهَمِّ الْيَوِمِي
وَالَّلحَظَاتِ الْمُرْتَعِشَة
وَيُصَلِّي:
سَيِّدَتِي
أَيَّتُهَا الْمُنْسَابَةُ عِشْقًا
بَيْنَ تَضَارِيسِ الْجَسَدِ
الْمُثْقَلِ بِالرَّغَبَاتِ الْخَضْرَاءِ
وَالنَّبْضِ الْمُتَبَرْعِمِ،
يَاامْرَأَةً
تَتَنَفَّسُ فِي أَوْصَالِ الْمَقْهُورِينَ
وَبَيْنَ خَلاَيَا الْمَسْحُوقِينَ
أَنْتِ قَرَنْفَلَةُ الْمَاءِ الْجَائِلِ
تَحْتَ ضُلُوعِ الْخَيْمَةِ وَالرَّمْلِ
وَبَيْنَ تَرَاجِيعِ النَّخْلِ
وَفِي مَمْلَكَةِ الْعُشَّاقِ / الشُّعَرَاءِ،
وَأَنْتِ الْحُلمُ الْمُتَصَاهِلُ
فِي رَحِمِ الْكَلِمَاتِ
وَفِي الإِيقَاعَاتِ السَّمْرَاءِ
وَفِي الْهَمَسَاتِ،
وَأَنْتِ الْوَرْدَةُ
وَالشَّوْكُ الدَّامِي
وَرَيَاحِينُ الْفَجْرِ النَّامِي،
أَنْتِ صَبَاحَاتُ
مَسَاءَاتُ الْحُبِّ الْمُتَرَامِي
يَتَوَقَّدُ بَيْنَ فَضَاءَاتِ الْمَاءَيْنِ،
وَأَنْتِ جُذُورُ الأَشْعَارِ
وَأَنْتِ الأُغْنِيةُ الْعَذْرَاءُ الْمُنْفَلِتَة.
 
 
الدار البيضاء
الأربعاء11/11/1992
© 2024 - موقع الشعر