لبسـت ثياب السقم - عائشة التيمورية

لبست ثياب السقم في صغر وقد
ذاقت شراب الموت وهو مرير

جاء الطبيب ضحى وبشر بالشفا
إن الطبيب بطبه معرور

وصف التجرع وهو يزعم أنه
بالبرء من كل السقام بشير

فتنفست للحزن قائلة له
عجل ببرئي حيث أنت خبير

وارحم شبابي إن والدتي غدت
ثكلى يشير لها الجوى وتشير

لما رأت يأس الطبيب وعجزه
قالت ودمع المقلتين غزير

أماه قد كل الطبيب وفاتني
مما أؤمل في الحياة نصير

أماه قد عز اللقاء وفي غد
سترين نعشي كالعروس يسير

وسينتهي المسعى إلى اللحد الذي
هو منزلي وله الجموع تصير

قولي لرب اللحد رفقاً با بنتي
جاءت عروساً ساقها التقدير

وتجلدي بإزاء لحدي برهة
فتراك روح راعها المقدور

أماه قد سلفت لنا أمنية
يا حسنها لو ساقها التيسير

كانت كأحلام مضت وتخلفت
مذ بان يوم البين وهو عسير

جرت مصائب فرقتي لك بعد ذا
لبس السواد ونفذ المسطور

أماه لا تنسي بحق بنوتي
قبري لئلا يحزن المقبور

© 2024 - موقع الشعر