وإنّا، إذا ما الغَيْمُ أمسى كأنّهُ - طرفة بن العبد

وإنّا، إذا ما الغَيْمُ أمسى كأنّهُ
سماحيقُ ثَرْبٍ وهي حمراء حَرجَفُ

وجاءتْ بصرّادٍ كأنّ صقيعهُ
خلالَ البيوتِ والمنازلِ كرسفُ

وجاءَ قَريعُ الشّوْلِ يَرقصُ قبلَهَا،
إلى الدّفءِ، والرّاعي لها مُتحرِّفُ

نَرُدّ العِشارَ، المُنْقِياتِ شَظِيُّها،
الى الحيّ حتى يمرعَ المتصيَّفُ

تَبِيتُ إمَاءُ الحيّ تَطْهى قُدورَنا،
ويأْوي إِلينا الأشعثُ المتجرِّفُ

ونحنُ، إذا ما الخيْلُ زَايَلَ بَيْنَها،
من الطّعنِ، نشّاجٌ مُخِلٌّ ومُزْعِفُ

وجالتْ عَذارى الحيّ شتّى ، كأنّها
تَوالي صُوارٍ، والأسِنّة ُ تَرْعَفُ

ولم يَحْمِ أهلَ الحيّ، إلاّ ابنُ حُرّة ٍ،
وعَمَّ الدّعاءَ المُرْهَقُ المُتلهِّفُ

ففئْنا غداة َ الغبّ كلَّ نقيذة ٍ
ومنَّا الكميُّ الصَّابرُ المتعرِّسُ

وكارِهَة ٍ، قد طَلّقَتْها رِماحُنا،
وأنْقَذْنَها، والعَينُ بالماءِ تَذرِفُ

تَرُدّ النّحِيبَ في حَيازيمِ غُصّة ٍ،
على بطلٍ غادرنَهُ وهوَ مزعفُ

© 2024 - موقع الشعر