المقابر تتكلم 3 - وصية أصحاب القبور! (تخيلتُ المفرّطين المقصّرين من أصحاب القبور ، وقد أتيحتْ لهمُ الفرصة ليوصّوا الأحياء من بني البشر ، فماذا يقولون لهم؟ فكانت هذه القصيدة ترجمة لوصيتهم! مهما كتبنا عن الموت وعظة القبر فما أظننا وفينا هذا الموضوع حقه والإحاطة به علماً ووصفاً! جاء في كتاب "الزهد الكبير"؛ للبيهقي عن روح بن مدرك أنَّه قال وهو على المنبر: "الآن قبل أنْ تسقم فتضنى ، وتهرم فتبلَى ، ثم تموت فتنسى ، ثم تُقبر فتَبلى ، ثم تبعَث فتحيى ، ثم تحضر فتدعى ، ثم تُوقَف فتجزى بما قدَّمت وأمضيت ، وأذهبت فأفنيت من مُوبِقات سيِّئاتك ، ومتلفات شَهواتك ، فالآن... الآن وأنتم سالمون". أمَا آنَ للنائم أنْ يستيقظ من نومه؟ وحان للغافل أنْ ينتبه من غَفلته قبلَ هُجوم الموت بمرارة كأسِه؟ وقبل سكون حركاته ، وخمود أنفاسه ، ورحلته إلى قبرِه ، ومقامه بن أدماسه. قال الحسن بن عبد العزيز الجروبي: "مَن لم يردعه القُرآن والموت ، فلو تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع". يا مَن يُدعَى إلى نجاته فلا يجيبُ ، يا مَن قد رضي أنْ يخسر ويخيب ، إنَّ أمرك طريف وحالك عجيب ، أذكر في ذماك راحتك ساعة الوَجِيب ؛ ﴿وَاسْتَمِعْ يَ

© 2024 - موقع الشعر