المقابر تتكلم 2 - نصيحة لزائري القبور! (كثيرون هؤلاءُ الذين يزورون القبور ، ولا يهزهم النظر إليها فضلاً عن الاعتبار بمصير من فيها! وأكثرُ منهم الذين يُشيعون الموتى ولا تدمع عين أحدهم فضلاً عن قلبه! وأكثر من هؤلاء وأولئك من لا يحلو لهم الحديث في التجارة وتدخين السيجارة وأكل الحلوى المعطارة والسؤال عن العمارة إلا أثناء دفن الميت! وهي لحظات حاسمة تخلعُ الفؤاد وتُبكي العين وتأسرُ اللب! ولكن هيهات لأصحاب القلوب الميتة والعيون العمياء والأفئدة اللاهية والألباب الفارغة أن يُحسّوا بهذا المعنى أو ذاك! ومن هنا صغتُ هذه النصيحة لكل من زار القبر أو شيع جنازة إلى مثواها الأول في عالم الآخرة والبرزخ ، أو عزى قوماً في ميتهم عند القبور ، لتكون بشيراً ونذيراً! لقد كتبتُ عن القبور والموت والرحيل إلى الدار الآخرة عدداً من القصائد يُشكل ديواناً إذا ما ضُمتِ هذه القصائد بعضها إلى بعض! ومهما كتبنا شعراً ونثراً عن القصائد فما أظننا أتينا عليها وأحطنا بأسرارها وغرائبها وعجائبها عِلماً! كان الحسن بن صالح إذا أشرف على المقابر يقول: ما أحسن ظواهرك , إنما الدواهي في بواطنك. ** قال ميمون بن مهران: خرجت مع عمر بن ع

© 2024 - موقع الشعر