وهل من مات يعود إلى الدنيا؟! (تأيّمتْ هذه الأم الفاضلة لتربي وليدها الذي توفي عنه أبوه وهو لا يزال طفلاً رضيعاً في شهره الرابع من العمر. وجاءها الخطاب من كل صوب وحدب ، حيث كانت جميلة وضيئة وذات أحساب وأنساب كما أنها ورثت عن زوجها عقاراتٍ وأموالاً! وفوق ذلك كله كانت صوّامة قوّامة تصلي خمسها وتزيد ، وتصوم شهرها وتزيد ، وتحصن فرجها وتصدق قولها وتحسن إلى جيرانها! فأبت إلا الأيومة لئلا تدخِل على رضيعها زوج أم يسومه سوء العذاب ويعكّر عليها صفو حياتها! وقالت: أعيش لولدي وأراه دنياي وآخرتي كما أراه ماضي حياتي وحاضره ومستقبله! وكبر الطفل ويفع ، وأكمل تعليمه الأساسي ، فالمتوسط ، فالجامعة. وفي الجامعة تعلق قلبه بفتاة وصارح أمه بذلك ، فبذلت ما بذلت لتلبي له ما يريد حيث أرادها للزواج. وتزوّج أميرُنا الهمام من مولاتنا صاحبة الهمّة! وقررتِ الأم أن يعيشا معها في قصرها المنيف! فوافقا على الفور. وبدأت الأيام تسفر عن المعادن! وبدأ الذي في القِدر يخرج عبر المغرفة كما تقول العرب! وإذا نحن أمام زوجة ابنٍ طمّاعة تريد أن تستأثر بالمال والقصر والعقار والثروة! وما العائقُ أمامها؟ إنها الأم! فقد ضمنت الابن زوجاً

© 2024 - موقع الشعر